ليلة القدر رفعت مع الأنبياء أو هي باقية إلى يوم القيامة فقال باقية إلى يوم القيامة قلت في رمضان أو في غيره فقال في رمضان قلت في عشر الأول أو الثاني أو الأخير قال في العشر الأخير والاخبار من طرق الخاصة أكثر من أن تحصى منها ما روى عن الصادق (عليه السلام) أنه قال ليلة القدر تكون في كل عام لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن ثم إن أكثر أهل العلم على أنها في شهر رمضان ويدل عليه قوله جل اسمه شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان وقال تبارك وتعالى إنا أنزلناه في ليلة القدر وقال سبحانه إنا أنزلناه في ليلة مباركة فلما أخبر جل شأنه عن شهر رمضان بأنه أنزل فيه القرآن وكذا عن ليلة القدر فقد أخبر عن وقوع ليلة القدر فيه ويمكن المناقشة بأن المراد من القرآن البعض لان إنزال الكل قد وقع منجما في ثلاث وعشرين سنة زمن البعثة فيمكن أن يكون الضمير للقرآن مع إرادة البعض الاخر وعلى تقدير أن يكون المراد من القران الكل ويكون المراد من الانزال الانزال إلى السماء الدنيا أو إلى النبي صلى الله عليه وآله جملة وإن وقع التفصيل في عرض السنين أو الشروع في الانزال فيحتمل أن يكون الضمير للبعض الذي هو السورة باعتبار إنزاله إلى النبي صلى الله عليه وآله بالانزال التفصيلي ولكن هذه المناقشة لا تدفع الظهور الذي هو المدعى كما لا يخفى والأخبار الدالة على ذلك أيضا من طرق العامة والخاصة أكثر من أن تحصى وروى عن ابن مسعود أنه يقول من يقم الحول يصيبها فيشير بذلك إلى أنها في عرض السنة وصرح بذلك أبو حنيفة وفرع عليه أن من علق طلاق زوجته على ليلة القدر فلا نحكم بطلاقها قبل انقضاء سنة عن وقت التلفظ بالصيغة وقال أبي بن كعب والله لقد علم ابن مسعود أنها في رمضان ولكنه كره أن يجزكم فتتكلوا وأما تعيينها من بين ليالي الشهر فأكثر العامة على أنها السابعة والعشرون وأكثر الخاصة على أنها الثالثة والعشرون واستدل الجمهور برواية ابن عمر ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله مع أن قد روى خلافه أيضا وبما رووه عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وآله لم يقم في رمضان حتى بقي سبع فقام بهم حتى مضى نحو ثلث من الليل ثم قام بهم في ليلة خمس وعشرين حتى مضى نحو من شطر الليل حتى كانت ليلة سبع وعشرين فجمع نسائه وأهله واجتمع الناس قال فقام بهم حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح يعني السحور وبما نقلوا عن ابن عباس من نكات ضعيفة وأما الاخبار من طرقنا فروى في الكافي عن حسان بن مهران في الصحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سئلته عن ليلة القدر فقال التمسها ليلة إحدى وعشرين أو ليلة ثلاث وعشرين وعن ابن أبي حمزة قال كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له أبو بصير جعلت فداك الليلة التي يرجى فيها ما يرجى فقال في ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين قال فإن لم أقوى على كلتيهما فقال ما أيسر ليلتين فيما تطلب قلت فربما رأينا الهلال عندنا وجائنا من يخبرنا بخلاف ذلك من أرض أخرى فقال ما أيسر أربع ليال تطلبها فيها قلت جعلت فداك ليلة ثلاث وعشرين ليلة الجهني فقال إن ذلك ليقال قلت جعلت فداك إن سليمان بن خالد روى في تسعة عشرة يكتب وفد الحاج فقال إلي يا أبا محمد وفد الحاج يكتب في ليلة القدر والبلايا والمنايا والأرزاق وما يكون إلى مثلها في قابل فاطلبها في ليلة إحدى وثلاث وصل في واحدة منهما مائة ركعة وأحييهما إن استطعت إلى النور واغتسل فيهما قال قلت فإن لم أقدر على ذلك وأنا قائم قال فصل وأنت جالس قلت فإن لم أستطع قال فعلى فراشك ولا عليك أن تكتحل أول الليل بشئ من النوم أن أبواب السماء تفتح في رمضان وتصفد الشياطين وتقبل أعمال المؤمنين نعم الشهر رمضان كان يسمى على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله المرزوق وفد الحاج هم القادمون إلى مكة للحج والمنايا جمع المنية وهي الموت والنور كناية عن انفجار الصبح والصفد القيد والشد والايثاق وعن زرارة في الموثق قال قال أبو عبد الله (عليه السلام) التقدير في ليلة تسعة عشر والابرام في ليلة إحدى وعشرين والامضاء في ليلة ثلاث وعشرين وعن ربيع المسلمي وزياد بن أبي الحلال ذكراه عن رجل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال في ليلة تسعة عشر من شهر رمضان التقدير وفي ليلة إحدى وعشرين القضاء وفي ليلة ثلاث وعشرين إبرام ما يكون في السنة إلى مثلها ولله جل ثناؤه أن يفعل ما يشاء في خلقه وعن إسحاق بن عمار قال سمعته يقول وناس يسئلونه يقولون الأرزاق تقسم ليلة النصف من شعبان قال فقال لا والله ما ذاك إلا في ليلة تسع عشرة من شهر رمضان وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين فإن تسع عشرة يلتقي الجمعان وفي ليلة إحدى وعشرين يفرق كل أمر حكيم وفي ليلة ثلاث وعشرين يمضي ما أراد الله عز وجل من ذلك وهي ليلة القدر التي قال الله عز وجل خير من ألف شهر قال قلت ما معنى قوله يلتقي الجمعان قال يجمع الله فيها ما أراد من تقديمه وتأخيره وإرادته وقضائه قال قلت فما معنى قوله يمضيه في ثلاث وعشرين قال أنه يفرق في ليلة إحدى وعشرين إمضاؤه ويكون له فيه البداء فإذا كانت ليلة ثلاث وعشرين إمضاء فيكون من المحتوم الذي لا يبدو له فيه تبارك وتعالى وروى الشيخ رحمه الله في التهذيب عن محمد بن مسلم في الصحيح عن أحدهما (عليهما السلام) في عدد الأغسال المسنونة إلى أن قال وليلة ثلاث وعشرين ترجى فيها ليلة القدر وعن زرارة في الموثق بأن بكير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال سئلته عن ليلة القدر قال هي ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين قلت أليس إنما هي ليلة قال بلى قلت
(٤٤٥)