الله) (1)، وقال سبحانه: (وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (2).
ولما كان للسنة النبوية هذه المكانة في الاسلام، فقد حرص عليها الصحابة والتابعون رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، كما حرص عليها أتباعهم وأئمة المسلمين والعلماء على مر أدوار التاريخ، وعنوا بروايتها وتدوينها، وبذلوا في سبيل الحفاظ عليها، وتقريبها وشرحها وتبويبها أقصى ما في الوسع البشري، حتى تمخضت جهودهم التي تذكر فتشكر إلى علوم كانت قمة ما وصل إليه العقل الانسان من القواعد العلمية الجادة، في الاستيثاق من الرواية والاخبار.
وهذه العلوم التي ابتكرها أئمة الحديث ونقاده لم يسبقوا إليها، ولن تجود القريحة البشرية بمثلها في مجال التثبت..
وهذه العلوم التي ابتكرها أئمة الحديث ونقاده لم يسبقوا إليها، ولن تجود القريحة البشرية بمثلها في مجال التثبت..
وهذه العلوم هي ما تسمي: " بعلم أصول الحديث " أو " علم الحديث دراية "، وذلك أن علم الحديث ينقسم إلى قسمين:
الأول: علم الحديث رواية، وهو علم يعرف به ما أضيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة، ونقل ما أضيف من ذلك إلى الصحابة والتابعين على الرأي المختار.
الثاني علم الحديث دراية وهو علم بقوانين يعرف بها أحوال السند والمتن، كما قال الشيخ عز الدين بن جماعة، وقال شيخ الاسلام أبو الفضل بن حجر:
أولى التعاريف أن يقال: " معرفة القواعد المعرفة بحال الراوي والمروي " والتعريفان متفقان في البحث عن الراوي والمروي من حيث القبول أو الرد. ولقد نشأت أصول هذا العلم مع نشأة الحديث نفسه، إذ كانوا يطلبون من الراوي التثبت، وينقدون المرويات. وقد ازداد الحرص على هذا منذ وقوع الفتن، فكانوا يقولون: سموا لنا رجالكم، كما زاد الطلب أيضا عندما قام ابن شهاب الزهري بجمع الحديث من حامليه في الدفاتر والصحف، ثم كتب - بعد ذلك - الامام .