ومنهم من يرى أن من الاحتياط للدين إشاعة ما سمع من الامر المكروه الذي لا يوجب إسقاط العدالة بانفراده حتى ينظر هل له من أخوات ونظائر فان أحوال الناس وطبائعهم جارية على إظهار الجميل واخفاء ما خالفه فإذا ظهر أمر يكره مخالف للجميل لم يؤمن ان يكون وراء شبه له ولهذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الحديث الذي قدمناه في أول باب العدالة من أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شئ ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه وان قال إن سريرتي حسنة أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال ثنا أبو بشر عيسى بن إبراهيم بن عيسى الصيدلاني قال ثنا أبو يوسف القلوسي قال سمعت أبا بكر بن أبي الأسود يقول كنت أسمع الأصناف من خالي عبد الرحمن بن مهدي وكان في أصل كتابه قوم قد ترك حديثهم مثل الحسن بن أبي جعفر وعباد بن صهيب وجماعة نحو هؤلاء ثم أتيته بعد ذلك بأشهر وأخرج إلى كتاب الديات فحدثني عن الحسن بن أبي جعفر فقلت يا خالي أليس كنت قد ضربت على حديثه وتركته قال بلى تفكرت فيه إذا كان يوم القيامة قام الحسن بن أبي جعفر فيتعلق بي فقال يا رب سل عبد الرحمن بن مهدي فيم أسقط عدالتي فرأيت أن أحدث عنه وما كان لي حجة عند ربي فحدث عنه بأحاديث أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال سمعت أحمد بن صالح وذكر مسلمة بن علي فقال لا يترك حديث رجل حتى يجتمع الجميع على ترك حديثه قد يقال فلان ضعيف فأما أن يقال فلان متروك فلا الا أن يجتمع الجميع على ترك حديثه
(١٣٧)