من زوجه، وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار. قال حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت ".
وفي رواية لمسلم " وقه فتنة القبر وعذاب النار " قال عوف " فتمنيت أن لو كنت أنا الميت لدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك الميت " وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح. وقال محمد بن إسماعيل أصح شئ في هذا الباب هذا الحديث انتهى.
وحديث واثلة بن الأسقع أخرجه المؤلف وابن ماجة قال " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من المسلمين فسمعته يقول اللهم إن فلان ابن فلان في ذمتك " الحديث وتقدم في آخر الباب.
وأما حديث عبد الله بن مسعود فتقدم من رواية أبي ذر الهروي.
وحديث ابن عباس تقدم أيضا من رواية الحاكم.
وحديث يزيد بن عبد الله أخرجه الحاكم في المستدرك بقوله حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن عبد الرحمن الخلال بمكة حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق الكاتب حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن يزيد بن عبد الله بن ركانة بن المطلب قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام للجنازة ليصلي عليها قال اللهم عبدك وابن أمتك احتاج إلى رحمتك وأنت غنى عن عذابه، إن كان محسنا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئا فتجاوز عنه " هذا إسناد صحيح، ويزيد بن ركانة وأبو ركانة بن عبد يزيد صحابيان من بني المطلب بن عبد مناف ولم يخرجاه انتهى.
وأما حديث الحارث بن نوفل فأخرجه الطبراني من حديث عبد الله بن الحارث عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم الصلاة على الميت " اللهم اغفر لأحيائنا وأمواتنا وأصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا، اللهم هذا عبدك فلان بن فلان لا نعلم إلا خيرا وأنت أعلم به فاغفر لنا وله " كذا في عمدة القاري وأسد الغابة.
فهذه صيغ الأدعية المأثورة، وقد وقع في كتب الفقه ذكر أدعية غير المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والتمسك بالثابت عنه صلى الله عليه وسلم ألزم وأوكد، واختلاف الأحاديث في ذلك محمول على أنه كان يدعو لميت بدعاء ولآخر بآخر، والذي أمر به صلى الله عليه وسلم إخلاص الدعاء، فللرجل المتبع للسنة أنه يدعو بهذه الألفاظ الواردة في هذه الأحاديث سواء كان الميت ذكرا أو أنثى ولا يحول