البخاري أتم منه انتهى (أطعموا الجائع) أي المضطر والمسكين والفقير (وعودوا المريض) قال الحافظ: قال ابن بطال: يحتمل أن يكون الأمر على الوجوب بمعنى الكفاية كإطعام الجائع وفك الأسير، ويحتمل أن يكون للندب للحث على التواصل والألفة. وجزم الداودي بالأول فقال هي فرض يحمله بعض الناس عن بعض. وقال الجمهور: هي في الأصل ندب وقد تصل إلى الوجوب في حق بعض دون بعض. وعن الطبري: تتأكد في حق من ترجى بركته وتسن فيمن تراعى حاله، وتباح فيما عدا ذلك انتهى (وفكوا العاني) أي الأسير، وفكه تخليصه بالفداء أي أخلصوا الأسير المسلم في أيدي الكفار أو المحبوس ظلما. والحديث أخرجه البخاري في كتاب الأطعمة والنكاح وكتاب المرضى، وأخرجه النسائي والله أعلم.
(باب الدعاء للمريض عند العيادة) (من عاد مريضا) أي زاره في مرضه (لم يحضر أجله) صفة المريض (فقال) أي العائد (عنده) أي المريض (أسأل الله العظيم) أي في ذاته وصفاته (أن يشفيك) بفتح أوله مفعول ثان (إلا عافاه الله) قال السندي: كأن كلمة إلا مبنى على أن التقدير فلم يقل ذلك إلا عافاه الله، أو أن كلمة من للاستفهام الانكاري فيرجع إلى معنى النفي كقوله تعالى: (هل جزاء الإحسان إلا الاحسان) وقوله تعالى: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) انتهى. قلت: وفي بعض الروايات كما في المشكاة بلفظ " ما من مسلم يعود مسلما فيقول سبع مرات " الحديث. قال المنذري: وأخرجه الترمذي والنسائي، وقال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث المنهال بن عمر انتهى. وفي إسناده يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد المعروف بالدالاني، وقد