وقال في المنتقى: وعن عائشة عند مسلم وأما الحلة فإنما شبه على الناس فيها إنما اشتريت ليكفن فيها فتركت الحلة وكفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية انتهى.
قال المنذري: وفي إسناده يزيد بن زياد وقد أخرج له مسلم في المتابعات، وقد قال غير واحد من الأئمة لا يحتج بحديثه. وقال أبو عبيد الله بن أبي ضفرة: قولها: " ليس فيها قميص ولا عمامة " يدل على أن القميص الذي غسل فيه النبي صلى الله عليه وسلم نزع عنه حين كفن لأنه إنما قيل لا تنزعوا القميص ليستر به ولا يكشف جسده فلما ستر بالكفن استغنى عن القميص، فلو لم ينزع القميص حتى كفن لخرج عن حد الوتر الذي أمر به صلى الله عليه وسلم.
(باب كراهية المغالاة في الكفن) وجد هذا الباب في بعض النسخ والأكثر عنه خالية وحذفه أولى والله أعلم.
(لا تغالي) مصدر من التفاعل، هكذا في بعض النسخ، يقال تغالى النبات تغاليا ارتفع، وتغالى الشجر تغاليا أي التف وعظم، وفي بعض النسخ لا يغالي بصيغة الغائب المجهول، وفي بعضها بصيغة الحاضر المعروف لا تغال لي والله أعلم (لا تغالوا) بحذف إحدى التاءين أي لا تبالغوا ولا تتجاوزوا الحد (في الكفن) أي في كثرة ثمنه.
قال ابن الأثير والطيبي: أصل الغلاء الارتفاع ومجاوزة القدر في كل شئ يقال غاليت الشئ وبالشئ وغلوت فيه أغلو ذلك إذا جاوزت فيه الحد انتهى. وفيه أن الحد الوسط في الكفن هو المستحب المستحسن (فإنه) أي تمزيق الأرض إياه عن قريب (يسلبه) هكذا في بعض النسخ بإثبات ضمير المفعول، وأخذ هذه النسخة السيوطي في الجامع الصغير. والمعنى أنه يأخذ ويفسد ويزيل الكفن، وفي بعض النسخ فإنه يسلب سلبا سريعا على صيغة المجهول بحذف ضمير المفعول، وأخذ هذه النسخة صاحب المصابيح والحافظ في بلوغ المرام، ومعناه يبلي الكفن بلى سريعا.
قال الطيبي: استعير السلب لبلى الثوب مبالغة في السرعة انتهى.