المبدل كما في قولك زيد رأيت غلامه رجلا صالحا (على كنفي الصراط) أي على جانبيها والكنف محركة الجانب (زوران) بضم الزاي تثنية زور أي جداران وفي حديث ابن مسعود عند رزين سوران بضم السين المهملة تثنية سور والظاهر أن السين قد أبدلت بالزاي كما يقال في الأسدي الأزدي (لهما) أي للزورين وفي حديث ابن مسعود فيهما (على الأبواب ستور) جمع الستر بالكسر (وداع يدعو على رأس الصراط) وفي حديث ابن مسعود وعند رأس الصراط داع يقول استقيموا على الصراط ولا تعوجوا (وداع يدعو فوقه) أي فوق الداعي الأول (والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) وفي حديث ابن مسعود وفوق ذلك داع يدعو كلما هم عبد أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه (والأبواب التي على كنفي الصراط حدود الله) أي محارمه (والذي يدعو من فوقه واعظ ربه) وفي حديث ابن مسعود ثم فسره فأخبر أن الصراط هو الاسلام وأن الأبواب المفتحة محارم الله وأن الستور المرخاة حدود الله وأن الداعي على رأس الصراط هو القرآن وأن الداعي من فوقه هو واعظ الله في قلب كل مؤمن قال الطيبي قوله هو واعظ الله في قلب كل مؤمن هو لمة الملك في قلب المؤمن واللمة الأخرى هي لمة الشيطان قوله (هذا حديث حسن غريب) وأخرجه أحمد والبيهقي في شعب الإيمان (سمعت عبد الله بن عبد الرحمن) هو الدارمي (يقول سمعت زكريا بن عدي) قال في التقريب زكريا بن عدي بن الصلت التيمي مولاهم أبو يحيى نزيل بغداد وهو آخر يوسف ثقة جليل يحفظ من كبار العاشرة ووقع في بعض النسخ زكريا بن أبي عدي بزيادة أبي بين ابن وعدي وهو غلط لأنه ليس في شيوخ الدارمي ولا في أصحاب أبي إسحاق الفزاري من يسمى بزكريا بن أبي عدي (يقول قال أبو إسحاق الفزاري) اسمه إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حفص بن حذيفة ثقة حافظ له تصانيف من الثامنة (خذوا عن بقية ما حدثكم عن الثقات) وكذلك قال غير
(١٢٤)