وكيفية أخذ المسلمين منها وسبل الوصول إلى السنة النبوية وللوصول إلى هذا الهدف الجليل قمت مستعينا بالله تعالى إلى تأليف هذا الكتاب على المنهج التالي:
منهج البحث في الكتاب:
أوردنا في ما سبق أمثلة من مسائل الخلاف ومنشأ الاختلاف والباعثان إليهما وبقى لنا درس جذور الخلاف والاختلاف وسندرسها في أبواب القسم الأول من هذا الكتاب ليدرسها المصلحون الغيارى على الاسلام والمسلمين وينسقوا جهودهم في ضوء معرفتها في تقريب أبناء الأمة الاسلامية وتوحيد كلمتهم ضد أعداء الاسلام إن شاء الله تعالى.
وفي هذا الصدد لما كان جميع طوائف المسلمين ينتهون إلى مدرستين (1) مدرسة الإمامة ومدرسة الخلافة بحثت في الكتاب:
أولا: عن رأي المدرستين في الصحابة وعدالتهم، لأنهم من سبل الوصول إلى سنة الرسول (ص). وترى مدرسة الخلافة أنهم جميعا عدول لا يتطرق الشك في عدالة أي واحد منهم ويؤخذ الحديث من جميعهم، وترى المدرسة الأخرى أن في الصحابة البر التقي الذي يؤخذ منه الحديث وفيهم من وصمه الله في كتابه بالنفاق وقال: " من أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم " التوبة 101.
وهكذا درست أدلة الطرفين في هذا الباب بتجرد علمي ثم بحثت عن رأي المدرستين في الإمامة والخلافة وأدلتهما في ما ارتأيا لان الخلفاء الأربعة الأوائل لدى إحداهما من سبل الوصول إلى الشريعة الاسلامية وتروي في حقهم عن الرسول أنه قال:
" خذوا بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي وعضوا عليها بالنواجذ "، ثم أنها تتخذ من اجتهاداتهم مصدرا للشريعة الاسلامية (2).
وكذلك الأئمة الاثنا عشر لدى (مدرسة أهل البيت) فإنهم يرونهم من سبل الوصول إلي الشريعة الاسلامية ويأخذون منهم كل ما يروون عن الرسول (ص) من أحكام بلا تردد فلابد مع هذا من تمحيص أدلة الطرفين في هذا السبيل.
ثانيا: درست بحوث المدرستين في مصادر الشريعة الاسلامية بكل أمانة علمية، وختمت البحوث بذكر بعض أنواع نشاط المدرستين الثقافي والسياسي