سيأتي في بحوث مصادر الشريعة الاسلامية من هذا الكتاب محاولات السلطات الاسلامية برفع مقام الخلافة في أنظار المسلمين على مقام النبوة ونذكر هنا منها مثالا واحدا من سيرة الحجاج بن يوسف الثقفي والي الخليفة عبد الملك على العراق حيث خطب في الكوفة فذكر الذين يزورون قبر رسول الله (ص) بالمدينة، فقال: " تبا لهم! إنما يطوفون بأعواد ورمة بالية! هلا طافوا بقصر أمير المؤمنين عبد الملك! ألا يعلمون أن خليفة المرء خير من رسوله (1).
وان الذي نجده من اتجاه بعض المسلمين في القرون المتأخرة من تهوين أمر الرسول (ص)، ان هو الا نتيجة لتلك المحاولات مدى القرون سواء في ما رووا من روايات تحط من قدر رسول الله (ص) أم ما أولوا من آيات القرآن وغير ذلك مما فعلوا في توجيه المسلمين إلى ما أرادوا. ومنها ما رأوا في الاحتفال بذكرى ميلاد الرسول (2) كما سنذكره في ما يأتي: