وعشرات المؤلفات المعتبرة الأخرى لمؤلفين آخرين.
لماذا اختص بالاهتمام الصحاح الست في الحديث إلى حد إهمال غيرها، وفي السير والمغازي: سيرة ابن هشام، وفي التاريخ: تاريخ الطبري، مع عدم العناية بغيرهما.
وخلاصة القول: أن علماء مدرسة الخلفاء يوجه إليهم النقد في عملهم العلمي لامرين:
أولا - لأنهم يكتمون من سنة رسول الله (ص) سيرة وحديثا ومن سائر الأخبار ما يخالف سياسة السلطات الحاكمة مدى القرون سواء أكان ذلك مما يخص سيرة الأنبياء السلف أو سيرة خاتم الأنبياء وأهل بيته وصحابته، أو في العقائد الاسلامية أو تفسير القرآن كما شاهدنا ذلك من الطبري وابن كثير في تفسير آية " وأنذر عشيرتك الأقربين " في كتمانهم لفظ (ووصيي وخليفتي) في حق الإمام علي وتبديلها ب (كذا وكذا)، وكذلك فعلوا مع النصوص التي تبين سنة رسول الله (ص) في الاحكام الاسلامية التي تخالف اجتهادات الخلفاء كما سيأتي بيانه في بحث مصادر الشريعة الاسلامية لدى مدرسة الخلفاء في الجزء الثاني من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
ثانيا - لا ينبغي للمسلمين في هذا اليوم وهم على أبواب نهضة اسلامية شاملة أن يبقوا على تقليد أئمة المذاهب الأربعة في الفقه ولا على تقليد أصحاب الصحاح الست في تصحيح الحديث وتضعيفه وخاصة البخاري ومسلم وكذلك في الاحكام الاسلامية التي اجتهد الخلفاء فيها في مقابل نصوص سنة رسول الله (ص) حسب ما رأوه من المصلحة في عصرهم، بل ينبغي أن يبحثوا عن سنة رسول الله (ص) الصحيحة ويظهروا ما أخفي منها حسب سياسة الخلفاء مدى القرون ثم يجاهدوا في سبيل الدعوة لتوحيد كلمة المسلمين والعمل بكتاب الله وسنة رسوله الصحيحة، وبذلك يتيسر توحيد كلمة المسلمين حول كتاب الله وسنة رسوله المجمع عليها وما ذلك من لطف الله على المسلمين ببعيد.