ونشرت الصحف بعد أداء المناسك ورجوعنا إلى مكة دعوة للحضور في المسجد الهندي بمكة مساء الجمعة للاستماع إلى خطبة الأستاذ المودودي فحضرنا الاحتفال بعد صلاة العشاء والقى الأستاذ المحاضر خطبة (1) ذكر فيها ثمانية أمور تلزم المسلمين لإعادة الحياة الاسلامية إلى المجتمع وتقدمت بعده خلف المذياع وخطبت معلقا على خطابه وقلت:
ان المسلمين في نهضتهم اليوم بحاجة إلى ثلاثة أمور:
أولا - ان المسلمين بعد مضي أربعة عشر قرنا من بعثة الرسول الأكرم (ص) والظروف التي مرت عليهم بحاجة إلى دراسة موضوعية مستوعبة لكيفية استنباط الاحكام من مصادر الشريعة الاسلامية ودراية الحديث وفقه السنة وترك البقاء على تقليد العلماء السلف في كل ذلك.
ثانيا - ان الغزاة الكفرة لبلاد الاسلام - المستعمرين - استطاعوا ان يشتتوا كلمة المسلمين وبذلك استطاعوا ان يقضوا على كل حركة اسلامية في أي مكان تظهر، ثم شرحت ثورة الجزائر ضد الفرنسيين والإريتيريين ضد الأحباش وعلماء إيران ضد الطاغوت العميل وأسهبت في شرحه واستنهضت همم المسلمين لمساعدتهم.
وذكرت ثالثا اننا اليوم بحاجة إلى ايمان كايمان أبي ذر وعمار وسمية وشرحت ما تحملوا من الأذى في ارض مكة التي نحن عليها في سبيل الاسلام.
وفي المدينة المنورة بلغ عميد الجامعة الاسلامية الشيخ عبد العزيز بن باز خبر لقاءاتي بالوفود الاسلامية وان أحد علماء بغداد، من وصفه كذا وكذا، فظنني من اتباع مدرسة الخلفاء ورغب أن أزور الجامعة الاسلامية بالمدينة وكانت جديدة التأسيس وأرسل إلينا من سيارات الجامعة ما حملتنا إليها مع بعض علماء بغداد ومثقفيها ووجهائها وكان أساتذتها قد اجتمعوا في بهو كبير بانتظارنا واستقبلونا فيه واحتشد على نوافذ البهو فريق من الطلاب لمشاهدتنا ولما استقربنا الجلوس بدأت بعد حمد الله والثناء عليه بتقديم تحايا علماء المسلمين في العراق لهم وتهانيهم بتأسيسهم الجامعة الاسلامية في