المدينة المنورة ثم قلت:
ان رسول الله (ص) لما حل بهذا البلد المبارك بدأ بعقد التآخي بين المسلمين المهاجرين والأنصار، وبنى على ذلك التآخي مجتمعه الاسلامي المجيد وأنتم بوجود طلبة من خمس وأربعين دولة عندكم تستطيعون ان تقتدوا به وتقدموا هذه الخدمة الجليلة للاسلام والمسلمين. والمسلمون اليوم بأمس الحاجة إليها فإنهم في شتى أصقاع الأرض ابتلوا بالاستعمار - الغازي الكافر - منهم من يئن تحت وطأته مباشرة ومنهم من يسيطر عملاؤه عليهم وبدؤا اليوم يجاهدون الاستعمار وعملاءه فهذى الجزائر يجاهد مسلموها فرنسا ويجرى عليهم... وفي إريتيريا يجاهد ثوارها هيلاسيلاسي إمبراطور الحبشة ويجرى عليهم... وعلماء المسلمين في إيران يجاهدون الطاغوت وسيده المستعمر ويكافحون لطرد أقسى استعمار كافر على وجه الأرض لإعادة الاحكام الاسلامية إلى البلد الاسلامي وجرى عليهم كذا وكذا...
قلت هذا بعد ان أفضت الحديث عن مأسي التفرقة بين المسلمين وضربت الأمثال لذلك وأتممت الحديث وجاء دور مضيفي الشيخ بن باز للحديث - وكان قد أنبئ باني من أتباع مدرسة أهل البيت وكان ضريرا لا يبصر - فإذا به يتنحنح ثم يقول بالحرف الواحد: " أنتم مشركون أسلموا ثم اطلبوا من المسلمين أن يتحدوا معكم ". فثار الدم في عروقي واشتركت معه في نقاش طويل وذكره خارج عن الصدد (1).
استمعت في سفراتي إلى الحج إلى خطباء الجمعة والجماعة في مكة والمدينة واشتركت في النقاش أحيانا مع الخطباء بين صلاتي المغرب والعشاء بمسجد الخيف وحضرت ندوات رابطة العالم الاسلامي بمكة مستمعا واجتمعت في أسفاري بعلماء مصر وخاصة الأزهر الشريف وسائر بلاد المسلمين في لبنان وبلاد الخليج والهند وباكستان وكشمير وغيرها وطارحتهم سمعت أحيانا ما لا يصلح نقله اليوم وأدركت من خلال مطارحاتي مع مفكري المسلمين وعلمائهم وقادتهم - ولا ينبئك مثل خبير - انه لن يتحقق أي تقارب أو تفاهم بين المسلمين دون تدارس مسائل الخلاف والبحث عن