المسلمين! ولست أدري كيف يتم دلك مع وجود الخوارج (1) الذين بنيت أصول عقائدهم على تكفير عامة المسلمين وأنهم هم وحدهم المسلمون وما عداهم مشركون وعلى التبري من الخليفة عثمان والإمام علي وأم المؤمنين عائشة وطلحة والزبير ومن كان معهم ثم لعن أولئك ولعن جميع المسلمين.
كيف يتم ذلك وفي المسلمين من تتوق نفسه إلى زيارة قبر الرسول الأكرم (ص) وأئمة المسلمين والتبرك بها والاستشفاع والتوسل بهم إلى الله، وفيهم من يرى كل ذلك شركا لله وخروجا على الاسلام وبدعة محرمة وبذلك يرون أن جميع المسلمين بعد القرن الثالث الهجري إلى اليوم مشركون وقد هدموا مساجد المسلمين التي بنيت في طريق غار حراء وأمثاله من الأماكن المتبركة إلى جانب تهديمهم قبور أئمة المسلمين وأمهات المؤمنين وعم الرسول وابن الرسول وصحابته وشهداء أحد!؟
ولا يفعل مثل ذلك مع اليهود وتوراتهم والنصارى وبيعهم وكنائسهم وفيها ما فيها من الصلبان وتماثيل عيسى ومريم عليهما السلام وهم يعلنون ان عيسى ربهم وان الله ثالث ثلاثة معاذ الله وإنما يعاهدون ولا يقال لهم أنتم مشركون.
ثم إن المسائل المذكورة ونظائرها ليست مسائل تخص الفرد المسلم مثل اسبال اليدين في الصلاة الذي تراه مدرسة أهل البيت والمالكية خلافا للأحناف والحنابلة الذين يرون وجوب التكتيف ومثل الاختلاف في غسل الرجلين أو مسحهما في الوضوء مما يتيسر للفرد المسلم ان يعمل بموجب ما ثبت لديه حكمه اجتهادا أو تقليدا ويستطيع الفرد الآخر المخالف له في الرأي - أيضا - ان يعمل بموجب ما ثبت لديه حكمه ويمكن لهما مع ذلك ان يعيشا في وفاق في مجتمع اسلامي واحد وإنما هي مما يبنى المجتمع عليها، فاما أن يبني المجتمع على هذه العقيدة وتزول تلك أو يبني على تلك وتزول هذه.
وهي ليست بعد قضايا سياسية غير دينية يمكن التغاضي عنها حفظا لوحدة المسلمين، وان نشر ملايين النسخ من أمثال كتاب " وجاء دور المجوس " بأسماء مستعارة وغير مستعارة وانفاق بعض الحكومات على أمثالها لتنسب إلى أمة كبيرة من المسلمين الخروج عن الاسلام وانفاقها ملايين في نشر دعايتها في آلاف المعاهد والمساجد والمدارس بجميع أقطار الأرض: أن ما عداهم من المسلمين مشركون بالإضافة