اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة، وتركوا جنازة الرسول يغسله أهله، فقالوا: " نولي هذا الامر بعد محمد، سعد بن عبادة، وأخرجوا سعدا إليهم وهو مريض.. ".
فحمد الله وأثنى عليه، وذكر سابقة الأنصار في الدين وفضيلتهم في الاسلام، واعزازهم للنبي وأصحابه وجهادهم لأعدائه، حتى استقامت العرب، وتوفي الرسول وهو عنهم راض، وقال: استبدوا بهذا الامر دون الناس فأجابوه بأجمعهم: أن قد وفقت في الرأي، وأصبت في القول ولن نعدوا ما رأيت نوليك هذا الامر، ثم إنهم ترادوا الكلام بينهم، فقالوا: فإن أبت مهاجرة قريش؟ فقالوا نحن المهاجرون، وصحابة رسول الله الأولون، ونحن عشيرته، وأولياؤه، فعلام تنازعوننا هذا الامر بعده؟
فقالت طائفة منهم: فإنا نقول إذا: منا أمير ومنكم أمير، فقال سعد بن عبادة: هذا أول الوهن (1).
سمع أبو بكر وعمر بذلك، فأسرعا إلى السقيفة مع أبي عبيدة بن الجراح وانحاز معهم أسيد بن حضير (2) وعويم بن ساعدة (3) وعاصم بن عدي (4) من بني العجلان (5).