حاجة؟: قضيت حاجتك فأخرج إليه كفنين فقال: أحب أن تأخذ أحبهما إليك، وإذا دفنت فلا تنبش قبري ولا تأخذ كفني فامتنع النباش من ذلك وأبى أن يأخذه فقال له الرجل: أحب أن تأخذه فلم يزل يلح عليه حتى أخذ أحبهما إليه ومات الرجل فلما دفن قال النباش: هذا قد دفن فما علمه بأني تركت كفنه أو أخذته لآخذنه فأتى قبره فنبشه فسمع صائحا يقول: ويصيح به لا تغفل ففزع النباش من ذلك فتركه وترك ما كان عليه وقال لولده: أي أب كنت لكم؟ قالوا: نعم الأب كنت لنا قال: فإن لي إليكم حاجة قالوا قل ما شئت فانا سنصير إليه إنشاء الله قال: أحب إن مت ان تأخذوني فتحرقوني بالنار فإذا صرت رمادا فدقوني ثم تعمدوا بي ريحا عاصفا فذروا نصفي في البر ونصفي في البحر، قالوا: نفعل فلما مات فعل به ولده ما أوصاهم به فلما ذروه قال الله جل جلاله للبر:
أجمع ما فيك وقال للبحر: أجمع ما فيك فإذا الرجل قائم بين يدي الله جل جلاله فقال الله عز وجل: ما حملك على ما أوصيت به ولدك أن يفعلوه بك قال: حملني على ذلك وعزتك خوفك فقال الله جل جلاله: فأني سأرضي خصومك وقد أمنت خوفك وغفرت لك نعم من خاف الله في الدنيا آمنه الله يوم الفزع الأكبر من المخاوف كما قال مولانا الحسين لما قيل له ما أعظم خوفك من ربك قال: لا يأمن القيامة إلا من خاف الله في الدنيا في الارشاد قال الله تعالى: وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي بين خوفين أو آمنين إذا خافني في الدنيا آمنته في الآخرة، وإذا آمنتني في الدنيا أخفته في الآخرة طوبى للخائفين من الله في الدنيا والآمنين منه في الآخرة منهم الحسين بن علي (ع) الذي كان يصلي بالليل الف ركعة، ويحيي لياليه بالعبادة والذكر وتلاوة القرآن والدعاء والاستغفار، وآخر ليلة أحياها ليلة العاشر من المحرم لما هجم القوم استمهل منهم إلى آخر المصيبة