رأى من يدخل الجنة من ذريته ضحك وفرح، وإذا رأى من يدخل النار من ذريته حزن وبكى ثم مضى فمر على ملك قاعد على كرسي فسلم عليه فلم ير منه البشر ما رأى من الملائكة فقال: يا جبرئيل ما مررت بأحد من الملائكة إلا رأيت منه ما أحب إلا هذا فمن هذا الملك؟ قال: هذا مالك خازن النار أما إنه قد كان من أحسن الملائكة بشرا وأطلقهم وجها فلما جعل خازن النار اطلع فيها اطلاعه فرأى ما أعد الله فيها لأهلها فلم يضحك بعد ذلك ثم مضى حتى انتهى حيث انتهى، فرضت عليه الصلاة خمسون صلاة قال: فأقبل فمر على موسى (ع) فقال يا محمد كم فرض على أمتك؟ قال: خمسون صلاة قال: ارجع إلى ربك فسأله أن يخفف عن أمتك قال: فرجع ثم مر على موسى فقال: كم فرض على أمتك؟ قال: كذا وكذا قال: فإن أمتك أضعف الأمم ارجع ربك فسأله أن يخفف عن أمتك فأني كنت في بني إسرائيل فلم يكونوا يطيقون إلا دون هذا فلم يزل يرجع إلى ربه عز وجل حتى جعلها خمس صلاة قال: ثم مر على موسى فقال: كم فرض على أمتك؟
قال: خمس صلاة قال: ارجع إلى ربك فأسأله أن يخفف عن أمتك قال: قد أستحيت من ربي مما ارجع إليه ثم مضى فمر على إبراهيم خليل الرحمن فناداه من خلفه فقال: يا محمد اقرأ أمتك عني السلام وأخبرهم إن الجنة مائها عذب، وتربتها طيبة فيها قيعان بيض غرسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله فأمر الله فليكثروا من غرسها، وفي كتاب نزهة المجالس تأليف شيخ عبد الرحمن الصفوري الشافعي عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لما أسري بي مررت بملك جالس على سرير من نور إحدى رجليه في المشرق والأخرى في المغرب والدنيا كلها بين عينيه وبين يديه لوح فقلت: يا جبرئيل من هذا قال: عزرائيل، تقدم فسلم عليه فسلمت فقال:
وعليك السلام يا أحمد ما فعل ابن عمك علي بن أبي طالب فقلت. هل تعرف ابن عمي عليا قال. وكيف لا اعرفه وقد وكلني ربي بقبض أرواح الخلائق ما خلا روحك وروح ابن عمك.
وقال (ص): لما أسري بي إلى السماء ما رأيت أحدا من الملائكة إلا وهو يسألني عن علي بن أبي طالب ويقول لي: يا محمد كيف خلفت علي بن أبي طالب، وإذا رجعت إلى الأرض فأقرأ عليا عني السلام وأعلمه بأنه قد طال شوقنا إليه.
عن النبي (ص) قال: فلما أسري بي إلى السماء فبلغت السماء الخامسة نظرت إلى صورة