أقول: الظاهر أنه من كلام الصادق عليه السلام إلى آخر الخبر، وضمير حديثه راجع إلى النبي صلى الله عليه وآله، وقال قدس سره: عد صلى الله عليه وآله اختلاج العين من الآفات لان الاختلاج مرض من الأمراض، وقد ذكره الأطباء، وهو حركة سريعة متواترة غير عادية، يعرض لجزء من البدن، كالجلد ونحوه بسبب رطوبة غليظة لزجة تنحل، فتصير ريحا بخاريا غليظا يعسر خروجه من المسام، وتزاول الدافعة دفعه، فتقع بينهما مدافعة واضطراب.
27 - الكافي: عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال عن ابن بكير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام أيبتلي المؤمن بالجذام والبرص وأشباه هذا؟ قال: فقال: وهل كتب البلاء إلا على المؤمن (1).
بيان: " وهل كتب البلاء إلا على المؤمن " أي غالبا.
28 - الكافي: عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمن رواه، عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمن ليكرم على الله، حتى لو سأله الجنة بما فيها، أعطاه ذلك، من غير أن ينتقص من ملكه شيئا وإن الكافر ليهون على الله حتى لو سأله الدنيا بما فيها لاعطاه من غير أن ينقص من ملكه شيئا، وإن الله ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء، كما يتعاهد الغائب أهله بالطرف، وإنه ليحميه الدنيا كما يحمي الطبيب المريض (2).
بيان: كلمة " لو " في الموضعين شرطية إمتناعية، و " أعطاه " جزاؤه، أي لو سأل المؤمن الجنة أعطاه، لكنه لا يسأله ذلك، لأنه يعلم عدم المصلحة في ذلك أو يحب الشركاء فيها ولا يطلب التفرد، مع أنه يمكن أن يعطيه ما هو جنة بالفعل ويخلق أمثالها وأضعافها لغيره.
وأما الكفار فإنه أيضا لا يسأل جميع الدنيا، لأنه لا يؤمن بالله وسعد قدرته بل يعد ذلك ممتنعا، وقيل: لأنه ممتنع أن يسأل الله، لأنه سبحانه لا يدرك