والمؤمن هاشمي لأنه هشم الضلالة، والمؤمن قرشي، لأنه أقر بالشئ المأخوذ عنا، والمؤمن عجمي، لأنه استعجم عليه أبواب الشر، والمؤمن عربي لان نبيه صلى الله عليه وآله عربي، وكتابه المنزل بلسان عربي مبين، والمؤمن نبطي، لأنه استنبط العلم، والمؤمن مهاجري، لأنه هجر السيئات، والمؤمن أنصاري، لأنه نصر الله ورسوله وأهل بيت رسول الله، والمؤمن مجاهد، لأنه يجاهد أعداء الله عز وجل في دولة الباطل بالتقية، وفي دولة الحق بالسيف (1).
بيان: كأن المقصود من هذه الرواية أن مناط الشرف والفضل والكرامة الايمان والتقوى والعمل الصالح، فإذا انضمت إليه سائر الجهات كانت أحسن وأشرف، وإن افترقتا، فصاحب الايمان والنقوي أشرف، وبالكرامة أحرى.
بل يمكن إثبات تلك الصفات له أيضا، لأنه متصف بما هو مناط الشرف فيها فالمؤمن علوي لان فضل العلوي من جهة الانتساب إلى علي عليه السلام من جهة النسب وفضله عليه السلام من جهة كماله في الايمان والمعرفة. والعلم والعمل، فمن انتسب إليه عليه السلام بهذه الجهات، كان انتسابه الروحاني إليه أقوى من الانتساب الجسماني، من جهة النسب فقط، فهو علوي لعلوه في المعرفة، وانتسابه إليه من هذه الجهة.
وكذا الهاشمي لان شرافة الانتساب إلى هاشم إما لشرفه، أو لشرف الرسول صلى الله عليه وآله فإن الانتساب إليه يستلزم قرابته، فعلى الأول ففضل هاشم من جهة كونه من أوصياء إبراهيم عليه السلام وكسره للضلالة والبدع أقوى من إطعامه وكسره للثريد، فالانتساب إليه من هذه الجهة أقوى، والمؤمن منسوب إليه من تلك الجهة، وأما على الثاني فظاهر بتقريب ما مر في العلوي.
قال الفيروزآبادي (2): " الهشم " كسر الشئ اليابس، أو الأجوف، أو كسر العظام، والرأس خاصة، أو الوجه والأنف، أو كل شئ، وهاشم أبو عبد المطلب