واسمه عمرو، لأنه أول من ثرد الثريد وهشمه.
وهذا البيان بوجهه جاء في القرشي، وقوله " لأنه أقر بالشئ " لرعاية المناسبة اللفظية، لا لبيان جهة الاشتقاق، وإن أمكن حمله على الاشتقاق الكبير.
قال في القاموس (1): قرشه يقرشه ويقرشه: قطعه وجمعه من ههنا وههنا وضم بعضه إلى بعض، ومنه قريش لتجمعهم إلى الحرام، أو لأنهم كانوا يتقرشون البياعات فيشترونها، أو لان النضر بن كنانة اجتمع في ثوبه يوما، فقالوا: تقرش أو لأنه جاء إلى قومه فقالوا كأنه جمل قريش، أي شديد، أو لان قصيا كان يقال له: القرشي، أو لأنهم كانوا يفتشون الحاج فيسدون خلتها إلى أن قال:
والنسبة قرشي وقريشي.
وقال: (2) " العجم " بالضم وبالتحريك خلاف العرب، والأعجم: من لا يفصح كالأعجمي، والأخرس والعجمي من جنسه العجم وإن أفصح، وأعجم فلان الكلام: ذهب به إلى العجمة، واستعجم: سكت، والقراءة: لم يقدر عليها لغلبة النعاس.
وفي النهاية: كل من لا يقدر على الكلام، فهو أعجم ومستعجم، ومنه الحديث فإذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه،: أي ارتج عليه فلم يقدر أن يقرء، كأنه صار عجمة انتهى.
والحاصل: أنه لا يهتدي إلى الشر، ولا يأتي منه إلا الخير، فهو على بناء المجهول، ويحتمل المعلوم، وسيأتي الكلام في النبطي، وسائر الفقرات ظاهرة مما مر.
ويحتمل أن يكون المعنى أن المؤمن لشرفه وكماله يمكن أن يطلق عليه كل من هذه الألفاظ بوجه حسن، وإن كان قريبا مما مر، أو المعنى أنه من أي هذه الأصناف كان، فاطلاقه عليه بوجه حسن يتضمن مدحا عظيما، والأول أظهر.
4 - تفسير علي بن إبراهيم: " ولو نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه ما كانوا به مؤمنين " (3)