شئ المولى الصريح؟ فقال له الرجل: من ملك أبواه، قال: ولم قالوا هذا؟
قال: لقول رسول الله صلى الله عليه وآله: مولى القوم من أنفسهم، فقال: سبحان الله أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أنا مولى من لا مولى له، أنا مولى كل مسلم، عربيها و عجميها، فمن والى رسول الله صلى الله عليه وآله، أليس يكون من نفس رسول الله؟.
ثم قال: أيهما أشرف؟ من كان من نفس رسول الله صلى الله عليه وآله، أو من كان من نفس أعرابي جلف بائل على عقبيه؟ ثم قال عليه السلام: من دخل في الاسلام رغبة خير ممن دخل رهبة، ودخل المنافقون رهبة، والموالي دخلوا رغبة، (1) بيان: في القاموس: " الصلب " بالضم: الشديد، والحسب، والقوة وقال:
" الصريح ": الخالص من كل شئ، وقال (2): " السفل والسفلة " بكسرهما نقيض العلو، وقد سفل ككرم، وعلم، ونصر، سفالا وسفولا وتسفل وسفل في خلقه وعلمه ككرم سفلا ويضم وسفالا ككتاب وفي الشئ سفولا نزل من أعلاه إلى أسفله، وسفلة الناس بالكسر كفرحة أسافلهم وغوغاؤهم.
" مولى القوم من أنفسهم " كأن غرضه صلى الله عليه وآله حثهم على إكرام مواليهم ومعتقيهم، ورعايتهم وعدم الإزراء بشأنهم وتعييرهم بخسة نسبهم، لا أنهم في حكمهم في جميع الأمور، كما فهمه بعض العامة، قال في النهاية: في حديث الزكاة مولى القوم منهم، الظاهر من المذهب والمشهور أن موالي بني هاشم والمطلب لا يحرم عليهم أخذ الزكاة، لانتفاء النسب الذي به حرم على بني هاشم والمطلب، وفي مذهب الشافعي على وجه أنه يحرم على الموالي أخذها لهذا الحديث.
ووجه الجمع بين الحديث، ونفي التحريم، أنه إنما قال هذا القول تنزيها لهم وبعثا على التشبه بسادتهم، والاستنان بسنتهم في اجتناب مال الصدقة التي هي أوساخ الناس.