28. عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن بعض من رفعه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا رأيتم الرجل كثير الصلاة، كثير الصيام، فلا تباهوا به حتى
____________________
ثم شرع (عليه السلام) في بيان سبب الاختلاف، فقال: (الذي تكلمه...) وهو أول من ذكره السائل (من عجنت نطفته بعقله) أي خلقت النفس المتعلقة ببدنه المناسبة له على هيئة كمالية تناسب العقل، فيشتد ارتباطها به، ويقوى إشراقه عليها، وتتصل به.
ثم قال (عليه السلام): (وأما الذي تكلمه فيستوفي كلامك، ثم يجيبك على كلامك) أي يكلمك بكلام على طبق كلامك (فذلك الذي ركب عقله فيه في بطن أمه) أي حصل لنفسه ذلك الارتباط، واستحكم فيه بالإشراق بعد التعلق بالبدن بالقابلية الحاصلة لها باعتباره، منضمة إلى ما لها (1) في نفسها.
ثم قال: (وأما الذي تكلمه بالكلام فيقول: أعد علي، فذاك (2) الذي ركب عقله فيه بعد ما كبر) أي استحكم فيه ذلك الارتباط بعد استعمال الحواس وحصول البديهيات والمبادئ، فما للثالث يكون للثاني على الوجه الأتم مع زيادة، وما لهما يكون للأول على الوجه الأكمل مع زيادة.
قوله: (لا تباهوا به) من المباهاة بمعنى المفاخرة، أي لا تفتخروا بكونه كثير العبادة، ولا تعدوه من المفاخر.
ويحتمل أن يكون من بهأ به بهاء، مهموز اللام، مخفف " لا تباهئوا " أي لا تؤانسوا به حتى تنظروا كيف عقله؛ فإنه لا فخر بما ليس معه عقل؛ فإن كل حسن مستور بقبح الجهل، مضمحل معه، ومؤانسة غير العاقل غير مرضي عند العقل.
ثم قال (عليه السلام): (وأما الذي تكلمه فيستوفي كلامك، ثم يجيبك على كلامك) أي يكلمك بكلام على طبق كلامك (فذلك الذي ركب عقله فيه في بطن أمه) أي حصل لنفسه ذلك الارتباط، واستحكم فيه بالإشراق بعد التعلق بالبدن بالقابلية الحاصلة لها باعتباره، منضمة إلى ما لها (1) في نفسها.
ثم قال: (وأما الذي تكلمه بالكلام فيقول: أعد علي، فذاك (2) الذي ركب عقله فيه بعد ما كبر) أي استحكم فيه ذلك الارتباط بعد استعمال الحواس وحصول البديهيات والمبادئ، فما للثالث يكون للثاني على الوجه الأتم مع زيادة، وما لهما يكون للأول على الوجه الأكمل مع زيادة.
قوله: (لا تباهوا به) من المباهاة بمعنى المفاخرة، أي لا تفتخروا بكونه كثير العبادة، ولا تعدوه من المفاخر.
ويحتمل أن يكون من بهأ به بهاء، مهموز اللام، مخفف " لا تباهئوا " أي لا تؤانسوا به حتى تنظروا كيف عقله؛ فإنه لا فخر بما ليس معه عقل؛ فإن كل حسن مستور بقبح الجهل، مضمحل معه، ومؤانسة غير العاقل غير مرضي عند العقل.