وهذه الخطبة من مشهورات خطبه (عليه السلام) حتى لقد ابتذلها العامة، وهي كافية لمن طلب علم التوحيد إذا تدبرها وفهم ما فيها، فلو اجتمع ألسنة الجن والإنس ليس فيها لسان نبي
____________________
وقوله: (فليس له مما خلق ضد) كتلخيص المطلب ببرهانه وبيانه.
وقوله: (المبيد (1) للأبد) أي الخالق المعطي لوجوده. و" الأبد " ما لا منتهى له من الزمان أو الدهر. و" الأمد ": هو المنتهى، فبطل قول الدهري في أن المبدأ هو الدهر؛ لكونه في الطرف المتأخر متجددا، والتجدد مستلزم للحدوث، وكل ما يحدث بتمامه أو ببعضه ممكن محتاج إلى موجد موجب، فله مبدأ، فكيف يكون مبدأ على الإطلاق؟! وأما من (2) الطرف المتقدم فله نهايات وهو منقض عندها، والمبدأ للممكنات واجب الوجود بذاته الذي يستحيل العدم والانقضاء فيه، فهو وارث كل منقض، فهو الوارث للأمد، وهو الذي لم يزل ولا يزال، وحدانيا لا يصلح للانقسام (3) والتجزي، أزليا لا بداية له بالدخول (4) في الدهر والزمان غير المتناهي، بل قبل وجود الدهر وبعد تغييرات الأمور ومر الأزمان والدهور.
وقوله: (المبيد (1) للأبد) أي الخالق المعطي لوجوده. و" الأبد " ما لا منتهى له من الزمان أو الدهر. و" الأمد ": هو المنتهى، فبطل قول الدهري في أن المبدأ هو الدهر؛ لكونه في الطرف المتأخر متجددا، والتجدد مستلزم للحدوث، وكل ما يحدث بتمامه أو ببعضه ممكن محتاج إلى موجد موجب، فله مبدأ، فكيف يكون مبدأ على الإطلاق؟! وأما من (2) الطرف المتقدم فله نهايات وهو منقض عندها، والمبدأ للممكنات واجب الوجود بذاته الذي يستحيل العدم والانقضاء فيه، فهو وارث كل منقض، فهو الوارث للأمد، وهو الذي لم يزل ولا يزال، وحدانيا لا يصلح للانقسام (3) والتجزي، أزليا لا بداية له بالدخول (4) في الدهر والزمان غير المتناهي، بل قبل وجود الدهر وبعد تغييرات الأمور ومر الأزمان والدهور.