____________________
تفسيره بالسيد المصمود إليه في كل شئ؛ لينتقل منه إلى كونه سبحانه غير فاقد لشئ حتى يستكمل بغيره في ذاته أو صفاته الحقيقية الكمالية، وتارة بما لا خلو له عما يليق به وبملكه (1)، فلا يكون له جوف يصلح لأن يدخله ما ليس له في ذاته، فيستكمل به؛ لينتقل منه إلى كماله لذاته لا بمغايرة، فلا يكون له سبحانه جوف بمعنى الخلو عما يصح اتصافه به؛ لكونه تاما مستكملا في ذاته بذاته، فيطلق عليه الصمد لذلك الاستكمال الذاتي والتمامية، بمعنى أنه لا يخلو في ذاته عما يصح أن يتصف به ويعد من كماله، وبمعنى أنه يقصد إليه كل ما يغايره في كمالاته ويكون انتهاء الكل إليه في الوجود والكمالات.
وأما الذي استشهد به من قول أبي طالب:
وبالجمرة القصوى إذا صمدوا لها * يؤمون قذفا رأسها بالجنادل وفي بعض النسخ " رضخا " والرضخ بمعنى الرمي كالقذف. و" الجندل " - كجعفر -: ما يقله الرجل من الحجارة. ومن قول شاعر الجاهلية، وقول ابن الزبرقان، وقول شداد بن معاوية، فالأولان منها يدلان ظاهرا على استعمال الفعل بهذا المعنى، ولعله لا يحتاج إلى الاستشهاد. والآخران يدلان على إطلاق السيد الصمد، وأما المراد فلا دلالة عليه فيهما.
نعم، في الروايتين دلالة على أن الصمد في السيد الصمد بمعنى المصمود إليه، وعلى أن الصمد مأخوذ من قوله " يصمد إليه كل شئ ".
وأما الذي استشهد به من قول أبي طالب:
وبالجمرة القصوى إذا صمدوا لها * يؤمون قذفا رأسها بالجنادل وفي بعض النسخ " رضخا " والرضخ بمعنى الرمي كالقذف. و" الجندل " - كجعفر -: ما يقله الرجل من الحجارة. ومن قول شاعر الجاهلية، وقول ابن الزبرقان، وقول شداد بن معاوية، فالأولان منها يدلان ظاهرا على استعمال الفعل بهذا المعنى، ولعله لا يحتاج إلى الاستشهاد. والآخران يدلان على إطلاق السيد الصمد، وأما المراد فلا دلالة عليه فيهما.
نعم، في الروايتين دلالة على أن الصمد في السيد الصمد بمعنى المصمود إليه، وعلى أن الصمد مأخوذ من قوله " يصمد إليه كل شئ ".