شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٩٥
بالمجرمين المشركون الذين اقتدى بهم هؤلاء القائلون، وقوله «وهم أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)» إشارة إلى أن التابع والمتبوع كليهما من أمته لدفع ما عسى أن يقال من أن الآية في بيان اليهود والنصاري ووصف مشركيهم القائلين بأن عزير ابن الله والمسيح ابن الله ووصف تابعيهم لا في بيان حال المشركين من قوم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في مكة.
قوله: (وتصديق ذلك قول الله عز وجل (كذبت قبلهم قوم نوح» (كذب أصحاب الأيكة» ( كذبت قوم لوط») ذلك إشارة إلى «قوله هم أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والأيكة غيضة بقرب مدين سكنتها طائفة فبعث الله إليهم شعيبا كما بعثه إلى مدين، ووجه التصديق أن الآية تسلية له (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن قومه إن كذبوه فهو غير منفرد في التكذيب، فإن هؤلاء الرسل قد كذبهم قومهم قبل قومه. وفيه دلالة واضحة على أن المجرمين هم المشركون المكذبون من قومه دون اليهود والنصارى.
قوله: (ليس فيهم اليهود) تأكيد لقوله ليس فيهم من اليهود والنصارى أحد أو الأول نفي للتشريك وهذا نفي للاختصاص.
قوله: (سيدخل الله اليهود) أشار به إلى أنه لا يلزم من اختصاص الآية المذكورة بمشركي قومه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن لا يدخل اليهود والنصارى النار إذ عدم فهم دخولهم فيها من هذه الآية لا يوجب عدم دخولهم فيها لأنهم أيضا يدخلون فيها بأدلة اخرى كما يدخل فيها كل قوم بأعمالهم.
قوله: (وقولهم (وما أضلنا إلا المجرمون» إذ دعونا إلى سبيلهم» أشاروا بذلك إلى سبب الاضلال وهو أن المجرمين دعونا إلى سبيلهم وهو الشرك فاستجبنا لهم واتبعناهم ولما كان قولهم هذا يدل صريحا وضمنا على نسبة الاضلال إليهم والمخاصمة بينهم وبراءة بعضهم من بعض والاعتذار من ضلالتهم أشار إلى أنه أخبر بجميع ذلك قول الله عز وجل فيهم إلى آخر ما ذكر.
واداركوا أصله تداركوا فادغم، ومعناه تلاحقوا أي لحق آخرهم أو لهم.
قوله: (فلما أذن الله لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في الخروج) لما فرغ مما دل على أن الله تعالى لا يعذب قبل الهجرة إلا بالشرك وهو إنكار التوحيد والرسالة شرع فيما دل على أنه يعذب بعدها بالشرك وبترك الطاعات وفعل المنهيات وهو مع انضمام أن المؤمن لا يعذب دل على أن العمل معتبر في تحقق الإيمان بعدها.
وبالجملة المفهوم من أحاديث هذا الباب أن المؤمن لا يعذب وأن الإيمان قبل الهجرة مجرد التصديق وبعدها التصديق مع العمل وبناء الإسلام بعدها على خمس دل على أن من ترك منها شيئا خرج من الإسلام ودخل في الكفر وإنما قال بني الإسلام ولم يقل بني الإيمان لئلا يتوهم أن التارك داخل في الإسلام ثم إن سمى كل واحد من هذه الخمسة ايمانا أيضا كما سمى المجموع
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428