شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٩٣
والفرائض والحدود وغيرها من التكاليف التي وقع التغليظ بها والوعيد فيها.
قوله: (ومن استخف بحقه واستحل ما حرم الله عليه) دل على أن مخالفة الأحكام كفر يوجب الدخول في النار مع الاستحلال والظاهر أنه لا خلاف فيه بين الأمة وما ذلك إلا لأن الإقرار بها والعمل بها داخلان في الإيمان، وإذا كان كذلك كان تاركها وإن لم يستحل كافرا يعذب بالنار أيضا كما يدل عليه سياق العبارات الآتية.
قوله: (حيث استحلوا الحيتان) أي استحلوا صيدها أو أكلها ويوم السب ظرف لاحتبسوها لا لاكلوها، أي احتبسوها يوم السبت في مضيق بسد الطريق عليها ثم اصطادوها يوم الأحد وأكلوها، فعلوا ذلك حيلة وتحرزا من اصطيادها في يوم السبت ولم تنفعهم تلك الحيلة لأن احتباسها فيه هتك لحركته فخرجوا بذلك من الإيمان إلى الكفر ولذلك غضب الله عليهم من غير أن يشركوا بالرحمن وأن يشكوا في رسالة موسى وما جاء به، وكذلك يصطادوا يوم السب الغضب عليهم ودخولهم في النار ليس إلا تركهم حرمة السبت واحتباس الحيتان فيه فعلم إن الإيمان ليس مجرد التصديق بل هو مع العمل لأن المؤمن لا يغضب ولا يدخل النار وفيهن شيء لأن استحلالهم الحيتان ينافي ظاهرا عدم شكهم بما جاء به موسى، ويمكن دفعه بأن ما جاء به موسى تحريم الحيتان يوم السبت وهم استحلوها يوم الأحد ولحق بهم ما لحق بسبب احتباسهم يوم السب والله أعلم.
قوله: (وقال الله ولقد علمتهم) استشهاد لقوله غضب الله عليهم أو له ولما قبله.
قوله: (وإن كان الذي جاء به النبيون) جميعا أن لا يشرك بالله شيئا الموصول اسم كان وأن لا يشرك خبره أو المجموع اسمه وخبره محذوف أي وإن كان معه ما جاء به النبيون وهو عدم الشرك فعلى الأول يفيد عدم ورود النسخ عليه وعلى الثاني يفيد أن من لم يتبع يدخل النار وإن كان معه عدم الشرك بالله.
قوله: (يشهد أن لا إله إلا الله) لعل المراد به التصديق بالتوحيد والرسالة أو مع الإقرار باللسان لا مجرد الإقرار به بقرينة قوله «وهو إيمان التصديق» والمراد بالإسلام حينئذ هو الإقرار ويؤيده ما مر من أن الإيمان إقرار وعمل، والإسلام إقرار بلا عمل لما ذكرنا أن العمل عبارة من التصديق.
قوله: (وهو إيمان التصديق) الإيمان على نوعين أحدهما هذا والآخر إيمان التصديق والعمل، والثاني درجاته متفاوتة جدا وكذا الأول لأن له تفاوتا معنويا بالقوة والضعف أما بالذات أو باعتبار الإعمال الخارجة عنه ثم التعذيب قبل الهجرة بترك الأول فقط وبعدها بترك الأول والثاني.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428