غير ذلك الشيء فالداخل في الإسلام غير داخل في الإيمان وليس بمؤمن ولكنه أضيف إلى الإيمان بالدخول في جزئه أو في حد من حدوده وخرج بذلك من منزل الكفر، وبالجملة للناس ثلاثة منازل الأول الكفر، والثاني الإسلام، والثالث الإيمان وهذا قد خرج من منزل الكفر ودخل في منزل الإسلام ولم يدخل في منزل الإيمان بعد، وأنت خبير بأن هذا السؤال لا يتوجه بعد العلم بما سبق اللهم إلا أن يقال أن السائل لم يعلمه كما هو حقه لكونه أمرا معقولا دقيقا والمعاني الدقيقة قد لا يعرفها المخاطب حق المعرفة إلا بالتكرار والتنبيه بمثال محسوس فلذلك أورد «ع» في الجواب مثالا محسوسا لقصد التفهيم والايضاح فليتأمل.
قوله: (قلت لا يجوز لي ذلك) لأن المسجد ليس بكعبة لا يقال هذا لا يمائل ما نحن فيه لأن المسجد ليس كعبة ولا جزءا منها فلا يكون الداخل فيه داخلا فيها بخلاف ما نحن فيه فإن الإسلام جزء من الإيمان والداخل في الجزء داخل في الكل لأنا نقول قصد السائل أن الداخل في الإسلام هل هو مؤمن أم لا كما أشرنا إليه فليتأمل.
قوله: (فلو بصرت رجلا في الكعبة أكنت شاهدا أنه قد دخل المسجد الحرام قلت نعم) هذا لا يدل على أن الكعبة جزء المسجد بل يشعر بخلافه حيث قال: أكنت شاهدا أنه قد دخل المسجد ولم يقل أكنت شاهدا أنه في المسجد.
قوله: (لا يصل إلى دخول الكعبة) افحم لفظ الدخول لأن الوصول إلى الكعبة لا يستلزم الدخول فيها وهو المقصود هنا.
باب أن الإسلام قبل الإيمان