قوله: (إلا من أشرك بالرحمن) أي من نفي التوحيد أو الرسالة بقرية السياق.
قوله: (ذلك أن الله عز وجل أنزل عليه في سورة بني إسرائيل) ذلك إشارة إلى مفهوم الحصر ومنطوقة أعنى عدم التعذيب بغير الشرك والتعذيب به في مكة قبل الهجرة، وقوله (وقضى ربك - إلى قوله - ولا تجعل مع الله إلها آخر» بيان للأول وتصديق له حديث أنه عز وجل أنزل آيات فيها وذكر أحكاما ولم يغلط فيها ولم يوعد عليها فلا يعاقب بها لأنه لا يعاقب قبل التغليظ والتشديد والوعيد، وقوله (ولا تجعل - إلى قوله - حتى إذا اداركوا فيها جميعا» بيان للثاني وتصديق له لأنه صريح في أنه يعذب بالشرك وأوعد عليه.
قوله: (ولا تقف - الخ) دل على تحريم القول والعمل والافتاء ونحوها بما لم يعلم، قول ابن عباس لا تقل سمعت ولم تسمع ولا رأيت ولم تر ولا علمت ولم تعلم، وقال بعض العلماء المراد بسؤال الجوارح اما سؤال نفسها أو سؤال أصحابها كما يظهر من أولئك أو جعلت بمنزلة ذوي العقول أوهم ذو والعقول مع الله تعالى وهو أظهر كما في كثير من الآيات والروايات.
قوله: (ولا تمش في الأرض مرحا) أي لا تمش في الأرض أشرا وبطرا واختيالا إنك لا لن تخرق الأرض بتثاقلك وكبرك في المشي أو بضرب قدميك عليها لتعرف قدرتك وقوتك ولن تبلغ الجبال طولا بتطاولك ومد عنقك فما وجه تفاخرك وعدم تواضعك كل ذلك المذكور من النواهي كان سيئه ومعصيته عند ربك مكروها يريد تركه ولا يرضاه وبين سبحانه أن العبد ضعيف وعمله التواضع والتودد والوقار.
قوله: (ولا تجمل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا) أي مطرودا عن طريق جنته مبعدا عن نيل رحمته مدفوعا عن إحسانه ورأفته وهذا شروع في ذكر آيات نزلت في مكة دالة على الوعيد بالشرك والتعذيب به.
قوله: (فهذا مشرك) أي هذا المذكور وهو الأشقي والملقي في جهنم مشرك لا غيره ممن صدق بالتوحيد والرسالة وترك العمل في مكة لأنه مؤمن بإيمان التصديق الذي كان هو الإيمان في مكة والمؤمن لا يلقي في جهنم ولا يصلي نارا.
قوله: (جنود إبليس ذريته من الشياطين) دون من اتبعه من الغاوين لأن التأسيس خير من التأكيد.
قوله: (وقوله «وما أضلنا إلا المجرمون» يعني المشركين) حكاية عن أهل جهنم قالوا وهم فيما يختصمون: (تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين وما أضلنا إلا المجرمون» وقوله: مبتدء ويعني خبره والجملة عطف على جملة جنود إبليس وذريته وأريد