شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٩٤
قوله: (إلا من أشرك بالرحمن) أي من نفي التوحيد أو الرسالة بقرية السياق.
قوله: (ذلك أن الله عز وجل أنزل عليه في سورة بني إسرائيل) ذلك إشارة إلى مفهوم الحصر ومنطوقة أعنى عدم التعذيب بغير الشرك والتعذيب به في مكة قبل الهجرة، وقوله (وقضى ربك - إلى قوله - ولا تجعل مع الله إلها آخر» بيان للأول وتصديق له حديث أنه عز وجل أنزل آيات فيها وذكر أحكاما ولم يغلط فيها ولم يوعد عليها فلا يعاقب بها لأنه لا يعاقب قبل التغليظ والتشديد والوعيد، وقوله (ولا تجعل - إلى قوله - حتى إذا اداركوا فيها جميعا» بيان للثاني وتصديق له لأنه صريح في أنه يعذب بالشرك وأوعد عليه.
قوله: (ولا تقف - الخ) دل على تحريم القول والعمل والافتاء ونحوها بما لم يعلم، قول ابن عباس لا تقل سمعت ولم تسمع ولا رأيت ولم تر ولا علمت ولم تعلم، وقال بعض العلماء المراد بسؤال الجوارح اما سؤال نفسها أو سؤال أصحابها كما يظهر من أولئك أو جعلت بمنزلة ذوي العقول أوهم ذو والعقول مع الله تعالى وهو أظهر كما في كثير من الآيات والروايات.
قوله: (ولا تمش في الأرض مرحا) أي لا تمش في الأرض أشرا وبطرا واختيالا إنك لا لن تخرق الأرض بتثاقلك وكبرك في المشي أو بضرب قدميك عليها لتعرف قدرتك وقوتك ولن تبلغ الجبال طولا بتطاولك ومد عنقك فما وجه تفاخرك وعدم تواضعك كل ذلك المذكور من النواهي كان سيئه ومعصيته عند ربك مكروها يريد تركه ولا يرضاه وبين سبحانه أن العبد ضعيف وعمله التواضع والتودد والوقار.
قوله: (ولا تجمل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا) أي مطرودا عن طريق جنته مبعدا عن نيل رحمته مدفوعا عن إحسانه ورأفته وهذا شروع في ذكر آيات نزلت في مكة دالة على الوعيد بالشرك والتعذيب به.
قوله: (فهذا مشرك) أي هذا المذكور وهو الأشقي والملقي في جهنم مشرك لا غيره ممن صدق بالتوحيد والرسالة وترك العمل في مكة لأنه مؤمن بإيمان التصديق الذي كان هو الإيمان في مكة والمؤمن لا يلقي في جهنم ولا يصلي نارا.
قوله: (جنود إبليس ذريته من الشياطين) دون من اتبعه من الغاوين لأن التأسيس خير من التأكيد.
قوله: (وقوله «وما أضلنا إلا المجرمون» يعني المشركين) حكاية عن أهل جهنم قالوا وهم فيما يختصمون: (تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين وما أضلنا إلا المجرمون» وقوله: مبتدء ويعني خبره والجملة عطف على جملة جنود إبليس وذريته وأريد
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428