شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٩١
أن الإيمان إنما هو بالمعني الأول وحده ولم يعلموا أنه نسخ وحدة ذلك وضم معه شيء آخر.
قوله: (أن ناسا تكلموا... إلى آخره) التنكير أو للتكثير أولهما وذلك إشارة إلى تكلمهم وما بعده بيان لوقوعه لأن الله تعالى أخبر به وأعلم أنه لا يجوز تأويل متشابهات القرآن والأحاديث عندنا بالرأي بل يجب صرفه إلى الراسخين في العلم وهم أهل الذكر (عليهم السلام) ومن يتعرض له من أصحابنا فإنما يتعرض لوجوهه على سبيل الاحتمال من غير جزم بأحدها إلا أن يدل عليه دليل آخر.
قوله: (هن أم الكتاب - الخ) قيل أم الكتاب أصله الذي يرجع إليه عند الإشكال أي هن أصول ما أشكل من الكتاب فيرد ما أشكل منه إلى ما اتضح منه، وقيل غير ذلك، والزيغ الميل عن الحق إلى غيره والفتنة الضلال أو الشك والتأويل صرف الكلام عن ظاهره إلى خلافه والمتبعون للمتشابه لابتغاء الفتنة منهم من يتبعه للقدح في القرآن والتشكيك فيه واضلال العوام كالزنادقة والقرامطة وغيرهم منهم من بتبعه ويعتقد بظاهره كالمجسمة والمصورة ومنهم من يتبعه ويحمله على خلاف ظاهره برأيه كأهل السنة، وأما الفرقة الناجية فيرجعون في تأويله إلى الله وإلى الراسخين في العلم، وقد جرت الحكمة البالغة على أن يمتحن الله عز وجل عباده في هذه النشأة بأنحاء شتى ومما امتحنهم به انزال المتشابهات والله ولى التوفيق.
قوله: (فالمنسوخات من المتشابهات والمحكمات من الناسخات) النسخ في اللغة الإزالة والإبطال وفي العرف إزالة حكم شرعي بدليل شرعي متأخر، والمتقدم منسوخ والمتأخر ناسخ، والمحكم في اللغة المتقن وفي العرف يطلق على ماله معنى لا يحتمل غيره وعلى ما اتضحت دلالته، وعلى ما كان محفوظا من النسخ أو التخصيص أو منهما جميعا، وعلى ما لا يحتمل من التأويل إلا وجها واحدا والمتشابه يقابله بكل واحد من هذه المعاني إذا عرف هذا فنقول الظاهر أن الفاء للتفسير لزيادة تفظيع حالهم بأنهم يتبعون المنسوخات والمتشابهات دون المحكمات والناسخات لأن المنسوخات من باب المتشابهات في التشابه إذ يشتبه عليهم ثباتها وبقاؤها، والمحكمات من قبيل الناسخات في الثبات والبقاء فإذا اتبعوا المتشابهات اتبعوا المنسوخات لأنهما من باب واحد وإذا اتبعوا المنسوخات لم يتبعوا الناسخات وإذا لم يتبعوا الناسخات لم يتبعوا المحكمات لأنهما أيضا من باب واحد ولذلك قالوا الإيمان هو مجرد التصديق بالله ورسوله ولم يعلموا أنه كان كذلك قبل الهجرة ثم نسخ بعدها وأضيف إليه الولاية والعمل، ويحتمل أن يكون للتفريع لأنه يفهم من الآية اتباعهم المنسوخات لكونها من باب المتشابهات وعدم اتباعهم المحكمات لكونها من باب الناسخات التي يتبعوها وعلى هذا لا قلب في قوله (عليه السلام): والمحكمات
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428