شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٤٠٩
من الله بالقليل من الرزق قبل الله منه اليسير من العمل ومن رضي باليسير من الحلال خفت مؤونته وزكت مكسبته وخرج من حد الفجور.
* الشرح قوله: (كن كيف شئت هذا مثل قوله تعالى «اعملوا ما شئتم» وفيه وعد بالخير ووعيد على الشر كما أن في قوله:
(كما تدين تدان) إشارة إلى أن جزاء خير جزاء الشر شر، وترغيب في حسن المعاملة معه تعالى. ثم ذكر للرضا باليسير ثلاثة أوجه للترغيب فيه فقال:
(ومن رضى باليسير من الحلال خفت مؤونته وزكت مكسبته وخرج من حد الفجور) الوجه الأول خفة المؤونة أعنى الثقل والمشقة فإن المشقة في طلب اليسير وحفظه يسير خفيف، والثاني زكاء مكسبه فإن المكسب المشروع لليسير كثير والمكسب المشروع زكى. والثالث الخروف من حد الفجور لما عرفت من زكاء مكسبه مع تنزعه عن الحقوق المالية والميل إلى الدنيا المستلزمة للفجور بخلاف طالب الكثير فإن المكسب الغير المشروع الكثير قليل جدا مع ما يلزمه من الحقوق المالية التي فلما يقوم بها طالبه والركون إلى الدنيا المستلزمة لجميع الفجور والمفاسد.
* الأصل 5 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن عرفة، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: من لم يقنعه من الرزق إلا الكثير لم يكفه من العمل إلا الكثير ومن كفاه من الرزق القليل فإنه يكفيه من العمل القليل.
6 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين صلوات لله عليه يقول: ابن آدم إن كنت تريد من الدنيا ما يكفيك فإن أيسر ما فيها يكفيك وإن كنت إنما تريد ما لا يكفيك فإن كل ما فيها لا يكفيك.
* الشرح قوله: (قال أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول ابن آدم إن كنت تريد من الدنيا ما يكفيك) أي أن كنت تريد من الدنيا ما يغنيك عن غيره فإن أيسر ما فيها يغنيك وهو القدر الضروري الذي يتوقف عليه حياتك وقوتك على الطاعة وهذا القدر يأتيك قطعا وتحصيله هيه، وإن كنت تريد ما لا يغنيك فإن كل ما فيها لا يغنيك فإنك حريص في جمع الدنيا ما لا يحتاج إليه. مراتب الحرص غير محصورة فلو فرض أنه جمع لك الدنيا وما فيها تطلب الزائد عليها. ومثل هذا الحديث قول أمير المؤمنين (عليه السلام) «كل مقصر عليه كاف» يعني كاف في مطلوب المقتصر من بقائه وقوته على
(٤٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428