شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٦٤
وإن كان في غاية النقصان لتعلقه بالأخيار والأشرار ولكونه سريع الزوال وسقوط رتبته عن الحب في الله بهذا الاعتبار لكنه مستحسن عقلا ومطلوب شرعا لأن له مدخلا أيضا في تحقق التآلف والتمدن.
* الأصل 3 - ابن محبوب، عن أبي جعفر محمد بن النعمان الأحوال صاحب الطاق، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ود المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شعب الإيمان ألا ومن أحب في الله وأبغض في الله وأعطي في الله ومنع في الله فهو من أصفياء الله.
* الشرح قوله: (ود المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شعب الإيمان) وددته أوده من باب تعب ودا بفتح الواو وضمها أحببته والاسم المودة. فسرت الشعبة بالخصلة وأصلها الطائفة والقطعة من الشيء وفي المصباح انشعبت أغصان الشجرة تفرعت عن أصلها وتفرقت ويقال هذه المسئلة كثيرة الشعب أي التفاريع، والشعبة من الشجرة الغصن المتفرع منها والجمع الشعب مثل غرف والشعب من الشيء الطائفة منه والشعب بالكسر الطريق وقيل الطريق في الجبل. وفي الفائق الشعبة من الشيء ما تشعب منه أي تفرع كغصن الشجرة وشعب الجبل ما تفرق من رؤسها وعندي شعبة من كذا أي طائفة منه. إذا عرفت هذا فنقول للإيمان شعب كثيرة كالصلاة والزكاة والصوم والعقائد العقلية إلى غير ذلك من الأعمال والأخلاق والآداب الشرعية ومن أعظم ذلك ود المؤمن للمؤمن لحسن صورته الظاهرة بالأعمال الشرعية وصورته الباطنة بالأخلاق المرضية وكلما كانت الصور أحسن وأتم وجب أن يكون المودة أكمل وأعظم ولذلك وجب أن يكون المحبة للرسول وأئمة الدين والأوصياء الراشدين صلوات الله عليهم أجمعين في غاية الكمال ومن لوازم محبتهم متابعة أقوالهم وأعمالهم وعقائدههم وقوانينهم بقد الإمكان ثم بعد ذلك المحبة لاخوان الدين وخلص المؤمنين والعلماء والمتعلمين ومن آثارهم رعاية حالهم وتفقد أحوالهم واصلاح بالهم وقضاء حوائجهم والاهتمام بأمورهم ومن داعى المحبة وليست له هذه الآثار فهو معدود من المنافقين والأشرار.
* الأصل 4 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعه يقول: «إن المتحابين في الله يوم القيامة على منابر من نور، قد أضاء نور وجوههم ونور أجسادهم ونور منابرهم كل شيء حتى يعرفوا به، فيقال: هؤلاء
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428