شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٦٧
والعقاب على قدر العقول لأعلى الأعمال الظاهرة فلا ينبغي الغلو في تعظيم من حسنت أعماله الظاهرة إذ لعل الله تعالى يعلم من قلبه وصفا مذموما لا تصح معه تلك الأعمال ولا في تحقير من ضعف فيه بعض تلك الأعمال إذ لعل الله تعالى يعلم من قلبه وصفا محمودا يغفر له بسببه.
* الأصل 7 - عنه، عن محمد بن علي، عن عمر بن جبلة الأحمسي، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المتحابون في الله يوم القيامة على أرض زبر جدة خضراء، في ظل عرشه عن يمينه - وكلتا يديه يمين - وجوههم أشد بياضا وأضوء من الشمس الطالعة، يغبطهم بمنزلتهم كل ملك مقرب وكل نبي مرسل، يقول الناس: من هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء المتحابون في الله.
* الشرح قوله: (في ظل عرشه عن يمينه وكلتا يديه يمين) ظاهره أن له عرشا جسمانيا وإن أشرف طرفيه يمين والآخر يسار يستقر في الأول أفضل الخلايق وفي الآخر أدونهم فضلا وكلا الطرفين يمين مبارك يأمن من استقر فيها ولا بعد فيه كما أن له بيتا والإضافة للتشريف والتعظيم ويتحمل أن يراد بالرحمة ولها أفراد متفاوتة فأقواها يمين وأدونها يسار وكلاهما مبارك ينجو من أهوال القيامة ومثل هذا الحديث رواه العامة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال عياض ظاهره أنه سبحانه يظلهم حقيقة من حر الشمس ووهج الموقف وأنفاس الخلائق وهو تأويل أكثرهم قال بعضهم: هو كناية عن كنههم وجعلهم في كنفه وستره، ومنه قولهم السلطان ظل الله وقولهم فلان في ظل فلان أي في كنفه وعزته، ويمكن أن يكون الظل هنا كناية عن التنعم والراحة من قولهم عيش ظليل (يغبطهم بمنزلتهم كل ملك مقرب وكل نبي مرسل) الغبطة حسن الحال وهي اسم من غبطته غبطا من باب ضرب إذا تمنيت مثل ما ناله من غير أن تريد زواله عنه لما أعجبك منه وعظم عندك وهذا جائز فإنه ليس بحسد فإذا تمنيت زواله فهو الحسد وغبط الرسول ذلك لا يوجب أن يكون منزله دون منزلهم فإن ذا المنزل الشريق قد يعجبه منزل آخر دون منزله في الشرافة.
* الأصل 8 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي ابن
(٣٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428