* الأصل 11 - عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم: عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: فيما أوحى الله عز وجل إلى داود (عليه السلام) يا داود كما أن أقرب الناس من لله المتواضعون كذلك أبعد الناس من الله المتكبرون.
* الشرح قوله: (كما أن أقرب الناس من الله المتواضعون) أي المتواضعون لله ولرسوله ولأولى الأمر وللمؤمنين الصالحين ولمن لا يعلم فسقه الموجب لإهانة الدين مع قصد وجه الله تعالى فلو تواضع أحد لغرض اشتهاره بهذه الفضيلة أو لامر دنيوي كان يتواضع أبناء الدنيا لدنياهم وإن لم يكونوا ظالمين فهو من المرائين، ومن ثم قال بعض الأكابر من التواضع أن يرى الرجل نفسه أدنى ممن دنياه أقل ليظهر أن الدنيا لاقدر لها عنده وأرفع ممن دنياه أكثر ليظهر أن لاقدر له عنده بسبب كثرة الدنيا والمراد بقوله إرفع ترك التواضع دون التكبر لأن التكبر مذموم مطلقا ثم الفرق بين المتواضع والمتكبر ظاهر لأن المتواضع في مقام الذل والخشوع والعبودية والمتكبر في مقام العلو والعتو والمضادة ومن البين أن قرب أحد المتقابلين بشيء يستلزم بعد الآخر عنه.
* الأصل 12 - عنه، عن أبيه، عن علي بن الحكم رفعه إلى أبي بصير قال: دخلت على أبي الحسن موسى (عليه السلام) في السنة التي قبض فيها أبو عبد الله (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك مالك ذبحت كبشا ونحر فلان بدنة؟ فقال: يا أبا محمد إن نوحا (عليه السلام) كان في السفينة وكان فيها ما شاء الله وكانت السفينة مأمورة فطافت بالبيت وهو طواف النساء وخلى سبيلها نوح (عليه السلام)، فأوحى الله عز وجل إلى الجبال أني واضع سفينة نوح عبدي على جبل منكن، فتطاولت وشمخت وتواضع الجودي وهو جبل عندكم فضربت السفينة بجؤ جؤها الجبل، قال: فقال نوح (عليه السلام) عند ذلك: يا ماري اتقن، وهو بالسريانية [يا] رب أصلح، قال: فظننت أن أبا الحسن (عليه السلام) عرض بنفسه.
* الشرح قوله: (فطافت بالبيت وهو طواف النساء) ذكر أولا طواف البيت وذكر آخرا الجزء الأخير منه للدلالة على أنها أتت بجميع الأفعال حتى الجزء الأخير. (فتطاولت وشمخت) التطاول غلبه كردن بر يكديگر بدرازى، والشموخ بلند كردن وتكبر كردن وفعله من باب منع والجبل الشامخ المرتفع، ومنه قيل شمخ بأنفه إذا تكبر وتعظم وذلك لظن كل واحد من تلك الجبال نظرا إلى عظمة حجمه وزيادة عرضه وطول مقداره أنه ذلك الجبل الموعود.