* الأصل 12 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله يحب الرفق ويعين عليه، فإذا ركبتهم الدواب العجب فأنزلوها منازلها، فإن كانت الأرض مجدبة فانجوا عنها وإن كانت مخصبة فأنزلوها منازلها.
* الشرح قوله: (فإذا ركبتم الدواب العجب) الفرس الأعجف الضعيف المهزول والأنثى العجفاء وتجمع على جعف كصماء على صم وعلى عجاف بالكسر على غير قياس لأن أفعل فعلاء لا يجمع على فعال، وإنما خص العجف بالذكر لأن رعاية حالها أهم وإلا فالحكم - وهو قوله (فانزلوها منازلها) أي منازلها اللائقة بحالها من حيث الماء والكلاء - غير مختص بها لجريانه في غير المهزولة أيضا (فإن كانت الأرض مجدبة فأنجوا عنها) أجدب الأرض وجدها مجدبة لا عشب فيها ولا كلاء من الجدب وهو القحط، ونجا ينجو بالجيم إذا أسرع في السير ونجا من الأمر إذا خلص وأنجاه غيره. وفي طرق العامة عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) «إذا سافرتم في الجدب فإستنجوا أي أسرعوا في السير لتخلصوا منه». وفي رواية أخرى لهم «فانجوا» كما نحن فيه (وإن كانت مخصبة فانزلوها منازلها) الخصب بالكسر النماء والبركة خلاف الجدب وهو اسم من أخصب المكان بالألف فهو مخصب وأخصب الله الموضع إذا انبت فيه الشعب والكلاء.
* الأصل 13 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان بن عيسى، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو كان الرفق خلقا يرى ما كان مما خلق الله شيء أحسن منه.
14 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، من ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عمن حدثه، عن أحدهما (عليه السلام) قال: إن الله رفيق يحب الرفق ومن رفقه بكم تسليل أضغانكم ومضادة قلوبكم وإنه ليريد تحويل العبد عن الأمر فيتركه عليه حتى يحوله بالناسخ كراهية تثاقل الحق عليه.
* الشرح قوله: (ومن رفقه تسليل أضغانكم ومضادة قلوبكم) لعل المراد بمضادة القلوب ما يضاد الحكمة والأخلاق الفاضلة. وبالرفق في تسليلها الأمر بإزالتها تدريجا بالحكمة العملية والآداب الشرعية لا دفعة فإن أزالتها دفعة صعب والله سبحانه لرفقه بعباده لم يكلف بها.
قوله: (وإنه ليريد تحويل العبد عن الأمر فيتركه عليه حتى يحوله بالناسخ كراهية تثاقل الحق