(فان عجزتم عنه فأنا دونه) فالصبر كصاحبه صابر وكل شيء من الحسن حسن.
* الأصل 9 - علي، عن أبيه، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن ميمون، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
«دخل أمير المؤمنين صلوات الله عليه المسجد، فإذا هو برجل على باب المسجد، كئيب حزين، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): مالك؟ قال: يا أمير المؤمنين أصبت بأبي [وامي] وأخي وأخشي أن أكون قد وجلت، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): عليك بتقوى الله والصبر تقدم عليه غدا، والصبر في الامور بمنزلة الرأس من الجسد فإذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد وإذا فارق الصبر الامور فسد الامور».
* الشرح قوله: (وأخشى أن أكون قد وجلت) قد وجلت الخشية الخوف والوجل الفزع وخلاف الصر ( عليك بتقوى الله والصبر) أمره بالصبر عند المصيبة والاجتناب عن الشكاية وغيرها مما يوجب نقص الإيمان أو زواله وهما من أعظم الخصال ولذلك جمعهما الله تعالى في قوله (وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الامور».
(تقدم عليه غدا) بعد الموت والقيامة (والصبر في الامور بمنزلة الرأس من الجسد المراد بالأمور الأمور المطلوبة شرعا سواء كانت أفعالا أو تروكا أو عقايد أو أخلاقا ولو فارقها الصبر لفسدت بغلبة الشيطان على العقل إذ لو يكن للعقل صبر في محاربته لا نهزم في أول صولته وإذا انهزم فسدت تلك الامور كلها.