شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٨٠
القرآن والاستهزاء بك وبه.
(فسبح بحمد ربك) أي فنزه ربك عما يقولون مما لا يليق به متلبسا بحمده في توفيقك له أو فافزع إلى الله فيما نابك من الغم بالتسبيح والتحميد فإنهما يكشفان الغم عنك.
(وكن من الساجدين) للشكر في توفيقك أو رفع غمك أو كن من المصلين فإن في الصلاة قطع العلائق عن الغير.
(قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون) قد للتحقيق وضمير أنه للشأن (فإنهم لا يكذبونك) في الحقيقة. (ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) قيل يجحدون مكذبين بآيات الله في الحقيقة، فالباء لتضمين الجحود معنى التكذيب ووضع الظالمين موضع الضمير للدلالة على أن ظلمهم بسبب الجحود. (ولقد كذبت رسل) عظام أو كثير.
(من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا) أي على تكذيبهم وايذائهم، فما مصدرية وفيه تسلية له (صلى الله عليه وآله وسلم) وترغيب في الصبر كما قال (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل».
(حتى اتيهم نصرنا) بشارة بالنصر للصابرين كما قيل الصبر مفتاح الفرج (ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام) فيه أيضا ترغيب للخلق بالصبر في جميع الامور (وما مسنا من لغوب) أي تعب وأعياء.
(فاصبر على ما يقولون) أي على ما تقوله اليهود من الكفر والتشبيه أو على ما يقوله المشركون من إنكارهم البعث فإن من خلق العالم بلا أعياء يقدر على حشر الخلائق والانتقم منهم. (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا) دل على أن الصبر للجعل المذكور وإليه أشار أرسطا طاليس بقوله بالصبر على مضض السياسة ينال شرف الرئاسة» (فشكر الله عز وجل ذلك له) شكر الله تعالى لعباده عبارة عن قبول العمل ومقابلته بالإحسان والانعام في الدنيا والآخرة. (وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا) أي مضت عليهم واتصلت بالإنجاز عدته إياهم بالنصر والتمكين بسبب صبرهم على الشدائد وهي قوله (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونرى وفرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون».
(ودمرنا) أي أهلكنا، دمره تدميرا ودمر عليه بمعنى (ما كان يصنع فرعون وقومه) قيل:
هو القصور والعمارات ويحتمل الأعم (وما كانوا يعرشون) قيل هو ما كانوا يرفعون من البنيان كصرح هامان أو ما كانوا يعشرون من الجنات ويحتمل الأعم، يقال عرش يعشر أي بنى بناء من خشب (واحصروهم) من الدخول في المسجد الحرام أو الأعم منه ومن السير في البلدان
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428