* الأصل 10 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سماعة ابن مهران، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: قال لي: ما حبسك عن الحج؟ قال قلت: جعلت فداك وقع علي دين كثير وذهب مالي، وديني الذي قد لزمني هو أعظم من ذهاب مالي، فلو لا أن رجلا من أصحابنا أخرجني ما قدرت أن أخرج، فقال لي: إن تصبر تغتبط وإلا تصبر ينفذ الله مقاديره، راضيا كنت أم كارها.
* الشرح قوله: (إن تصبر تغتبط وإن لا تصبر ينفذ الله مقاديره ورضا كنت أم كارها) الاغتباط مطاوع غبط تقول غبطته ما نال أغبطه غبطا وغبطة فاغتبط هو كقولك منعته فامتنع والغبطة أن تتمنى حال المغبوط لكونها في غاية الحسن والكمال من غير أن يريد زوالها عنه وليس بحد وحال الصابر في غاية الكمال كما نقل عن بعض الأكابر قال «يقول الله تعالى «لو أن ابن آدم قصدني في أو المصائب لرأي منى العجائب ولو انقطع إلى في أول النوائب لشاهد منى الغرائب ولكنه انصرف إلى أشكاله فرد في أشغاله» ثم الغبطة أما في الآخرة بجزيل الأجر أو في الدنيا بتبديل الضراء بالسراء وذلك لأن شدة المصائب وتداخل بعضها في بعض دليل من قرب الفرج كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) «أضيق ما يكون الحرج أقرب ما يكون الفرج» ثم إن الله تعالى ينفذ مقاديره على نحو ما أراد فإن كانت راضيا صابرا كان لك أجر الراضي الشاكر، وإن كنت كارها ازدادت مصيبتك فإن فوات الاجر مصيبة أخرى والكراهة الموجبة لحزن القلب وتألمه مصيبة عظيمة ومن ثم قيل المصيبة للصابر واحدة وللجازع اثنتان. أقول بل له مصيبات أربع الثلاثة المذكورة وشماتة الأعداء، ومن ثم قيل الصبر عند المصيبة مصبية على الشامت.
* الأصل 11 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن أبي الجارود، عن الأصبغ قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: الصبر صبران: صبر عند المصيبة، حسن جميل، وأحسن من ذلك الصبر عند ما حرم الله عز وجل عليك، والذكر ذكران: ذكر الله عز وجل عند المصيبة وأفضل من ذلك ذكر الله عند ما حرم عليك، فيكون حاجزا.
* الشرح قوله: (قال أمير المؤمنين (عليه السلام) الصبر صبران صبر عند المصيبة حسن جميل أحسن من ذلك الصبر عند ما حرم الله عز وجل عليك) سواء كان فعل القلب كالعجب والتكبر وغيرهما من الأخلاق الذميمة أو فعل الجوارح كالزناء والغيبة وأمثالها والصبر باعتبار المتعلق أقسام متكثرة