شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٨٩
بن أبي جميلة، عن جده أبي جميلة، عن بعض، أصحابه قال: لولا أن الصبر خلق قبل البلاء لتفطر المؤمن كما تنفطر البيضة على الصفا.
* الشرح قوله (لولا أن الصبر خلق قبل البلاء لتفطر المؤمن كما تتفطر البيضة على الصفا) التقطر التشقيق من الفطر وهو الشق ومن لطف الله على المؤمن نزول البلاء عليه حين اتصافه بالصبر ليثاب بالثواب الجزيل والاجر الجميل ولو نزل عليه وهو عار عن الصبر لانكسر وفسد. وفيه ايماء إلى أن المؤمن هو الصابر وغير الصابر ليس بمؤمن لان الصبر رأس الايمان، فإذا ذهب الصبر ذهب الايمان ويتحقق الصبر بمنع النفس عن الجزع عند ورود المكروه، ومنع الباطن من الاضطراب ومنع اللسان من الشكاية ومنع الجوارح عن الحركات الغير المعتادة ولو تحقق مع هذه الأمور الالتذاذ بالمكروه لكونه تحفة من الحبيب كان أفضل أفراده وأكملها في الجزاء، ويمكن حمل قوله تعالى (ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) على هذه المرتبة الشريفة لأنه أقر بالاسترجاع انه ملك له تعالى ونشأ منه وانه يهلك ويعود إليه، فالظاهر أنه رضى بتصرفاته في نفسه أشد رضاء والتذ أكمل التذاذ، وجعل الرحمة خصلة ثانية، وعطفها على الصلوات يدلان على أنها غير الصلاة مع أن المشهور أن صلاته تعالى عبارة عن الرحمة ويمكن حملها على نوعين من جنس الرحمة، والله أعلم.
21 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن إسحاق بن عمار وعبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله عز وجل: إني جعلت الدينا بين عبادي قرضا، فمن أقرضني منها قرضا أعطيته بكل واحد عشرة إلى سبعمائة ضعف وما شئت من ذلك، ومن لم يقرضني منها قرضا فأخذت منه شيئا قسرا (فصبر) أعطيته ثلاث خصال لو أعطيت واحد منهن ملائكتي لرضوا بها مني. قال: ثم تلا أبو عبد الله عليه السلام قول الله عز وجل: (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم) فهذه واحدة من ثلاث خصال) ورحمة (اثنتان) وأولئك هم المهتدون» ثلاث ثم قال أبو عبد الله عليه السلام هذا لمن أخذ الله منه شيئا قسرا.
* الأصل:
22 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود، عن يحيى بن آدم، عن شريك، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: مروة الصبر في
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428