بن أبي جميلة، عن جده أبي جميلة، عن بعض، أصحابه قال: لولا أن الصبر خلق قبل البلاء لتفطر المؤمن كما تنفطر البيضة على الصفا.
* الشرح قوله (لولا أن الصبر خلق قبل البلاء لتفطر المؤمن كما تتفطر البيضة على الصفا) التقطر التشقيق من الفطر وهو الشق ومن لطف الله على المؤمن نزول البلاء عليه حين اتصافه بالصبر ليثاب بالثواب الجزيل والاجر الجميل ولو نزل عليه وهو عار عن الصبر لانكسر وفسد. وفيه ايماء إلى أن المؤمن هو الصابر وغير الصابر ليس بمؤمن لان الصبر رأس الايمان، فإذا ذهب الصبر ذهب الايمان ويتحقق الصبر بمنع النفس عن الجزع عند ورود المكروه، ومنع الباطن من الاضطراب ومنع اللسان من الشكاية ومنع الجوارح عن الحركات الغير المعتادة ولو تحقق مع هذه الأمور الالتذاذ بالمكروه لكونه تحفة من الحبيب كان أفضل أفراده وأكملها في الجزاء، ويمكن حمل قوله تعالى (ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) على هذه المرتبة الشريفة لأنه أقر بالاسترجاع انه ملك له تعالى ونشأ منه وانه يهلك ويعود إليه، فالظاهر أنه رضى بتصرفاته في نفسه أشد رضاء والتذ أكمل التذاذ، وجعل الرحمة خصلة ثانية، وعطفها على الصلوات يدلان على أنها غير الصلاة مع أن المشهور أن صلاته تعالى عبارة عن الرحمة ويمكن حملها على نوعين من جنس الرحمة، والله أعلم.
21 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن إسحاق بن عمار وعبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله عز وجل: إني جعلت الدينا بين عبادي قرضا، فمن أقرضني منها قرضا أعطيته بكل واحد عشرة إلى سبعمائة ضعف وما شئت من ذلك، ومن لم يقرضني منها قرضا فأخذت منه شيئا قسرا (فصبر) أعطيته ثلاث خصال لو أعطيت واحد منهن ملائكتي لرضوا بها مني. قال: ثم تلا أبو عبد الله عليه السلام قول الله عز وجل: (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم) فهذه واحدة من ثلاث خصال) ورحمة (اثنتان) وأولئك هم المهتدون» ثلاث ثم قال أبو عبد الله عليه السلام هذا لمن أخذ الله منه شيئا قسرا.
* الأصل:
22 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود، عن يحيى بن آدم، عن شريك، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: مروة الصبر في