قال: اجتهدت في العبادة وأنا شاب، فقال لي أبي: يا بني دون ما أراك تصنع، فإن الله عز وجل إذا أحب عبدا رضي عنه بالسير.
6 - حميد بن زياد، عن الخشاب، عن ابن بقاح، عن معاذ بن ثابت، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (عليه السلام): يا علي إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك [ف] - إن المنبت يعني المفرط لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع، فاعمل عمل من يرجو أن يموت هرما وأحذر حذر من يتخوف أن يموت غدا.
* الشرح قوله: (فاعمل عمل من يرجو أن يموت هرما وأحذر حذر من يتخوف أن يموت غدا) أي أعمل في الطاعات والخيرات برفق وتأن وأخذ حظ من جميع أنواعها كعمل من يرجو أن يكون أجله ممتدا إلى الهرم وأحذر عن المنهيات كحذر من يخاف أن يموت غذا ولعل السر فيه أن العبادات أعمل وفيه تعب الأركان وشغل عما سواها فأمر فيها بالرفق والاقتصاد كيلا تكل بها الجوارح ولا تبغضها النفس ولا تفوت بسببها حق من الحقوق فاما الحذر من المعاصي والمنهيات فهو ترك واطراح ليس فيه كثير كد ولا ملالة ولا شغل عن شيء فيترك ترك من يخاف أن يموت غدا على معصية الله تعالى ولهذا قال (عليه السلام) «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فانتهوا» وقيل الفرق أن فعل الطاعات نفل وفضل وترك المخالفات حتم وفرض.