شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٨٧
عليه كالشئ المر، وسر ذلك أن الحق وكل ما هو من أعمال الجنة شاقة على النفوس ومرة في مذاقها لما فيها من مخالفة أهوائها وكسر أغراضها ومنع لذاتها ومن ثم روي «أفضل الاعمال ما أكرهت عليه النفس» واشتهر تجرع مرارة الدنيا لحلاوة الآخرة بخلاف أعمال النار فإنها سهلة على النفوس غير شاقة عليها لموافقة أهوائها وبلوغ مراداتها ولذاتها من التنعم بأسباب الدنيا واستعمال الدعة والرفاهية.
* الأصل 14 - عنه عن أبيه [عن يونس بن عبد الرحمن] رفعه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الصبر صبران على البلاء حسن جميل، وأفضل الصبرين الورع عن المحارم.
* الشرح قوله: (الصبر صبران صبر على البلاء حسن جميل وأفضل الصبرين الورع عن المحارم) كان الصبر على الطاعة داخل في الصبر على البلاء لأن الطاعات ابتلاء ويمكن إدراجه في الورع عن المحارم لأن ترك الطاعة حرام في الجملة والمراد بالصبر على البلاء ترك الشكاية إلى الناس ورفض الجزع وضرب اليد على الفخذ وأمثال ذلك.
* الأصل 15 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى قال: أخبرني يحيى بن سليم الطائفي قال:
أخبرني عمرو بن شمر اليماني يرفع الحديث إلى علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الصبر ثلاثة صبر عند المصيبة وصبر على الطاعة وصبر عن المعصية، فمن صبر على المصيبة يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الأرض، ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش، ومن صبر عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش.
* الشرح قوله: (كما بين السماء إلى الأرض) التشبيه لبيان المقدار في نفس الأمر أو لمجرد اظهار العلو والرفعة (كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش) التخوم جمع التخم كالفلوس جمع فلس وهو منتهى الأرض وفي المصباح، قال ابن الاعرابي: الواحد تخوم والجمع تخم مثل رسول ورسل، ولعل المراد بالعرش الفلك الأعظم.
* الأصل
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428