عليه كالشئ المر، وسر ذلك أن الحق وكل ما هو من أعمال الجنة شاقة على النفوس ومرة في مذاقها لما فيها من مخالفة أهوائها وكسر أغراضها ومنع لذاتها ومن ثم روي «أفضل الاعمال ما أكرهت عليه النفس» واشتهر تجرع مرارة الدنيا لحلاوة الآخرة بخلاف أعمال النار فإنها سهلة على النفوس غير شاقة عليها لموافقة أهوائها وبلوغ مراداتها ولذاتها من التنعم بأسباب الدنيا واستعمال الدعة والرفاهية.
* الأصل 14 - عنه عن أبيه [عن يونس بن عبد الرحمن] رفعه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الصبر صبران على البلاء حسن جميل، وأفضل الصبرين الورع عن المحارم.
* الشرح قوله: (الصبر صبران صبر على البلاء حسن جميل وأفضل الصبرين الورع عن المحارم) كان الصبر على الطاعة داخل في الصبر على البلاء لأن الطاعات ابتلاء ويمكن إدراجه في الورع عن المحارم لأن ترك الطاعة حرام في الجملة والمراد بالصبر على البلاء ترك الشكاية إلى الناس ورفض الجزع وضرب اليد على الفخذ وأمثال ذلك.
* الأصل 15 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى قال: أخبرني يحيى بن سليم الطائفي قال:
أخبرني عمرو بن شمر اليماني يرفع الحديث إلى علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الصبر ثلاثة صبر عند المصيبة وصبر على الطاعة وصبر عن المعصية، فمن صبر على المصيبة يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الأرض، ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش، ومن صبر عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش.
* الشرح قوله: (كما بين السماء إلى الأرض) التشبيه لبيان المقدار في نفس الأمر أو لمجرد اظهار العلو والرفعة (كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش) التخوم جمع التخم كالفلوس جمع فلس وهو منتهى الأرض وفي المصباح، قال ابن الاعرابي: الواحد تخوم والجمع تخم مثل رسول ورسل، ولعل المراد بالعرش الفلك الأعظم.
* الأصل