مكنه الله من بيته وحكمه من حرمه بينا انه نبي حق فلما فتح الله له مكة دخلوا في دين الله أفواجا أذعنوا بنبوته وتركوا عبادة الأصنام فنزلت الآية ومعناها انا فتحنا لك مكة ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك قبل الهجرة وما تأخر بعدها إلى أوان الفتح بزعم مشركي مكة، وهذا الجواب بالنظر إلى الآية أحسن مما قيل من أن المراد ما تقدم من ذنب أبويك آدم وحوا وما تأخر من ذنب أمتك أو ما تقدم من ذنب أمتك وما تأخر أيضا لأنه لا يصح تعليل الفتح بغفران الذنب إلا بتكلف بعيد كان يقال لما كان الفتح متضمنا لجهاد صح بهذا الاعتبار جعله سببا لغفران الذنب المتقدم والمتأخر، ولا يخفى بعده، وأما الجواب المذكور فاستقامة التعليل مما لا ريب فيه (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) أي لتتعب. والشقاء شايع بمعنى التعب والشدة والعسر.
* الأصل:
7 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن حسن بن جهم، عن أبي اليقظان، عن عبيد الله بن الوليد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ثلاث لا يضر معهن شيء: الدعاء عند الكرب والاستغفار عن الذنب والشكر عند النعمة.
* الشرح:
قوله (ثلاث لا يضر معهن شئ الدعاء عند الكرب) لان الدعاء يدفع الكرب ويوجب زواله والاستغفار يوجب محو الذنوب والسيئات وتبدلها بالحسنات والشكر على النعم يوجب عدم الاستدراج بها وعدم زوالها وتبدلها بالنقم بخلاف كفرانها ومقابلتها بالمعاصي فإنه يوجب زوالها والنعمة تقع علي ما يتمتع به في الدنيا وعلى العلم والعمل والاخلاص والمجاهدات النفسانية وكسر القوة الشهوية والغضبية وغيرها.
8 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أعطي الشكر أعطي الزيادة، يقول الله عز وجل: (لئن شكرتم لأزيدنكم).
* الأصل:
9 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن إسحاق بن عمار، عن رجلين من أصحابنا، سمعاه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أنعم الله على عبد من نعمة فعرفها بقلبه وحمد الله ظاهرا بلسانه فتم كلامه حتى يأمر له بالمزيد.
* الشرح:
قوله (فعرفها بقلبه وحمد الله ظاهرا بلسانه) أي تصورها وصدق بأنها من الله وفيه اشعار بان