شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٨١
(واقعدوا لهم كل مرصد) أي كل ممر وطريق لئلا ينبسطوا في البلاد نصبه على الظرف من رصد رصدا ومرصدا أرقبه، والمرصاد الطريق والمكان يوجد فيه العدو.
(وجعل له ثواب صبره مع ما ادخر له في الآخرة) أي جعل له ثواب صبره في الدنيا بنصره وقتل عدوه وفي الآخرة بمزيد الزلفى والكرامة ورفع الدرجات، وهذا معنى شكره للصابرين، ومن ثم روى «النصرة مع الصبر» وقيل: للصبر عاقبة محمودة الأثر.
(فمن صبر واحتسب) أي احتسب صبره على أذي الأعداء واعتده فيما يدخر عند الله ويثاب عليه ونوى به وجه الله تعالى لا غيره، والاحتساب بالعمل الاعتداد به وارتقاب الأجر من الله تعالى (لم يخرج من الدنيا حتى يقر الله له عينه في أعدائه) أي يجعل الله عينه قارة باردة في قتل أعدائه وخذلانهم، وهذا كناية عن السرور لأن دمعة السرور باردة (مع ما يدخر له في الآخرة) من الأجر الجميل والثواب الجزيل كما فعل ذلك لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم).
* الأصل 4 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي محمد عبد الله السراج، رفعه إلى علي بن الحسين (عليهم السلام) قال: الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له.
5 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد، كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان.
6 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الحر حر على جميع أحواله، إن نابته نائبة صبر لها، وإن تداكت عليه المصائب لم تكسره وإن أسر وقهر واستبدل باليسر عسرا كما كان يوسف الصديق الأمين صلوات الله عليه لم يضر حريته ان استعبد وقهر واسر ولم تضرره ظلمة الجب ووحشته وناله إن من الله عليه فجعل الجبار العاتي له عبدا بعد إذ كان [له] مالكا، فأرسله ورحم به امة، وكذلك الصبر يعق خيرا، فاصبر ووطنوا أنفسكم على الصبر توجروا.
* الشرح قوله: (قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول إن الحر حر على جميع أحواله) الحر نقيض العبد والمراد به هنا من نجى عن رق الشهوات النفسانية واللذات الجسمانية وعن سلاسل الزهرات الدنياوية وتوجهت نفسه القدسية إلى مشاهدة الأنوار الإلهية والاسرار الربوبية وهم (الذين
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428