(واقعدوا لهم كل مرصد) أي كل ممر وطريق لئلا ينبسطوا في البلاد نصبه على الظرف من رصد رصدا ومرصدا أرقبه، والمرصاد الطريق والمكان يوجد فيه العدو.
(وجعل له ثواب صبره مع ما ادخر له في الآخرة) أي جعل له ثواب صبره في الدنيا بنصره وقتل عدوه وفي الآخرة بمزيد الزلفى والكرامة ورفع الدرجات، وهذا معنى شكره للصابرين، ومن ثم روى «النصرة مع الصبر» وقيل: للصبر عاقبة محمودة الأثر.
(فمن صبر واحتسب) أي احتسب صبره على أذي الأعداء واعتده فيما يدخر عند الله ويثاب عليه ونوى به وجه الله تعالى لا غيره، والاحتساب بالعمل الاعتداد به وارتقاب الأجر من الله تعالى (لم يخرج من الدنيا حتى يقر الله له عينه في أعدائه) أي يجعل الله عينه قارة باردة في قتل أعدائه وخذلانهم، وهذا كناية عن السرور لأن دمعة السرور باردة (مع ما يدخر له في الآخرة) من الأجر الجميل والثواب الجزيل كما فعل ذلك لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم).
* الأصل 4 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي محمد عبد الله السراج، رفعه إلى علي بن الحسين (عليهم السلام) قال: الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له.
5 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد، كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان.
6 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الحر حر على جميع أحواله، إن نابته نائبة صبر لها، وإن تداكت عليه المصائب لم تكسره وإن أسر وقهر واستبدل باليسر عسرا كما كان يوسف الصديق الأمين صلوات الله عليه لم يضر حريته ان استعبد وقهر واسر ولم تضرره ظلمة الجب ووحشته وناله إن من الله عليه فجعل الجبار العاتي له عبدا بعد إذ كان [له] مالكا، فأرسله ورحم به امة، وكذلك الصبر يعق خيرا، فاصبر ووطنوا أنفسكم على الصبر توجروا.
* الشرح قوله: (قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول إن الحر حر على جميع أحواله) الحر نقيض العبد والمراد به هنا من نجى عن رق الشهوات النفسانية واللذات الجسمانية وعن سلاسل الزهرات الدنياوية وتوجهت نفسه القدسية إلى مشاهدة الأنوار الإلهية والاسرار الربوبية وهم (الذين