العالم الحكيم يعلم أن فيضه تعالى (1) غير معقول علم أن ذلك لتقصير في عمله ونقص نفسه ثم عدم تأثير عبادته مدة أربعين سنة في صفاء قلبه مع ما روى أن من عبد الله أربعين يوما خالصا لوجه الله ينفجر في قلبه ينابيع الحكمة إنما هو لفساد في عمله مثل الرياء والحسد أو الفجر والعجب أو غيرها، ومنه يعلم أن العمل بدون تصفية القلب غير مقبول (2) بلوغه حد الكمال من أن يطهر نفسه من الفساد وينزه ظاهره وباطنه عن العلائق ويوجه قلبه إلى الله ويتفكر في معاني الكلمات التي يناجيه بها وأسرار الآيات التي يتلوها ويعترف بالعجز والتقصير.
فإنه إذا كان كذلك في جميع الأوقات أو في أكثرها بلغ قبول الحق وأدرك وصاله حتى تصير إرادته كارادته لا يتخلف عنها المراد، والله ولى التوفيق. (فأوحى الله تبارك وتعالى إليه) ظاهره بلوغ