شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٣٦
(فاتقوا الله) التقوى هي الاقتداء بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمتقي من يجعل بينه وبين ما يخاف منه وقاية تقية منه «ومنه اتقوا النار ولو بشق تمرة» فأصل التقوى الخوف من الله بملاحظة جلال الله وعظمته وقبح مخالفته وشدة عقوبته، ولما كانت التقوى هي الحاجزة عن تقحم الدنيا والوغول فيها، وطلبها من حيث لا يجوز أمر أو لا بها وعطف عليها ما هو من لوازمها فقال:
(وأجملوا في طلب) من الجميل أو الأجمل قال في المصباح: أجملت في الطلب رفقت أي أحسنوا في الطلب ولا يكن كدكم فيه كدا فاحشا ولا مذهب إكتسابكم مذهبا باطلا أو ارفقوا فيه واقتصوا، من الرفق في السير إذا قصد.
(ولا يحمل أحدكم إستبطاء شيء من الرزق أن يطلبه بغير حله) أي لا يبعث أحدكم ذلك على طلبه بطريق غير مشروع، فالمصدر المستفاد من أن يطلبه منصوب بنزع الخافض.
(فإنه لا يدرك ما عند الله) عن الثواب الجزيل والاجر الجميل والرزق الحلال.
(إلا بطاعته) في الأوامر والنواهي، فكما أن من سلك سبيل المصيبة ضل عن سبيل الجنة واستحق العقاب وحرم عن الثواب. فكذلك من طلب الرزق من غير حله حرم عما عنده تعالى من الرزق الحلال واستحق العقاب بكسب الحرام كما روى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من «أن الله تعالى قسم الأرزاق بين خلقه حلالا ولم يقسمها حراما فمن اتقى الله وصبره أتاه رزقه من حله، ومن هتك حجاب الله عز وجل واخذه من غير حله قص به من رزقه الحلال وحوسب عليه يوم القيامة» وأعلم أن الرزق عند المعتزلة كل ما صح الانتفاع به بالتغذي وغيره وليس الحرام عندهم رزقا، وهذا الحديث يدل عليه، وعند الأشاعرة كل ما ينتفع به ذو حياة بالتغذي وغيره وإن كان حراما وخص بعضهم بالأغذية والأشربة وللطرفين دلائل ومؤيدات تركناها تحرزا من الاطناب.
* الأصل 3 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن سالم; وأحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، جميعا عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال لي: «يا جابر، أيكتفي من انتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت؟ فوالله ما شيعتنا إلا من إتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع والتخشع والأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغامرين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الألسن عن الناس إلا من خير، وكانوا امناء عشائرهم في جميع الأشياء»، قال جابر: فقلت: يا ابن رسول الله ما نعرف اليوم أحدا بهذه الصفة، فقال: يا جابر لا تذهبن بك المذاهب حسب الرجل أن يقول: أحب عليا وأتولاه ثم يكون مع ذلك فعالا، فلو قال: إني أحب رسول الله صلى الله عليه وآله فرسول الله خير من علي عليه السلام ثم لا
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428