المصباح الحقيقي بالدهن كان تعمير الشبيه بالمصباح أيضا يشبه بالدهن وهو الاعمال الصالحة، ولذلك روى أن العلم مقرون بالعمل فان عمل بقي والا ارتحال، وبعبارة أخرى الفقه نور نفساني، والعمل نور جسماني وللظاهر تأثير في الباطن، فالعمل يوجب ثبات الفقه وزيادته وزيادته وهو المراد بتعميره.
(وبالفقه يرهب الموت) لأن الفقه بما بعد الموت والعلم اجمالا وتفصيلا بما يرد على الإنسان بعده من الخير والشر والحساب والميزان والصراط وغيرها من أحوال البرزخ والقيامة وأهوالها يوجب الخوف من الموت لامن حيث هو موت. بل من حيث أنه لا يدري ما يفعل به بعده، ويوجب ذلك كما الاستعداد لما بعده والله هو الموفق.
(وبالموت تختم الدنيا) لأن الدنيا مضمار، والموت غايته فإذا ورد ختمت الدنيا وانقطع السير فيها، ثم لا عود إليها.
(وبالدنيا يجوز القيامة) ومن ثم قيل من مات قامت قيامته. (وبالقيامة تزلف الجنة) أي تقرب ( والجنة حسرة أهل النار) لما رأوا من كمال نعيمها وحرمانهم عنها مع شدائد عقوبتهم بالنار (والنار موعظة المتقين) موعظة پند دادن، وذلك المتقين يتعظون من النار وشدائدها ويتركون كل ما يؤثم، ويجتنبون عن كل ما يوجب الدخول فيها.
(والتقوى سنخ الإيمان) السنخ من كل شيء أصله، الجمع أسناخ. مثل حمل وأحمال، وذلك لأن المراد بالإيمان الإيمان الكامل، وقد مر أن كماله بالاعمال فله سنخان: أحدهما اليقين وهو الكمال في القوة النظرية، والثاني التقوى وهي الكمال في القوة العملية فإذا تحققها تحقق كمال الإيمان فهما سنخاه.