(والصالحات مناره) أي الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة علامات الإسلام بها يعرف الإسلام والداخل فيه. (وفقه مصابيحه) في أنه طريق الحق ويرى به وجه المطلوب ولذلك استعار له لفظ المصباح). (والدنيا مضماره) إذ هي محل للتسابق إلى الطاعات، والسعي إلى القربات، وقد وصفها سابقا بأنها يسير للتحريك إلى التسابق فيها.
(والموت غايته) أي الموت المعروف غايته التي هي سبب الوصول إلى الله تعالى أو موت الشهوات فإنها أيضا غاية قريبة للإسلام موصلة اليه تعالى وهذه الفقرة متعلقة بقوله رفيع الغاية فكان الأنسب أن يقدم على قوله «والدنيا مضماره» ولعل التأخير هنا لأجل أن ذكر الغاية بعد ذكر المضمار أنسب بحسب الواقع والتقديم سابقا باعتبار الرفعة والشرف.
(والقيامة حلبته) قد ذكرنا أن الحلبة هي الخيول المجتمعة من كل أوب للسابق وأنها تطلق على محلها أيضا وباعتبار هذا الإطلاق استعار لفظ الحلبة للقيامة لأنها حلبة الإسلام ومحل اجتماع المسلمين للسابق إلى حضرة الله التي هي الجنة كاجتماع الخيل في الحلبة للسابق إلى الرهن.
(والجنة سبقة) السبقة ما يوضع بين أهل السابق وهي الثمرة المطلوبة منه واستعارها للجنة لكونها الثمرة المطلوبة من الإسلام والغاية المقصودة من الدين كما أن السبقة غاية سعي المراهنين.
(والنار نقمة) لما جعل سابقا للاسلام نقمة مؤلمة لمن خالفه فسر هنا بأن نقمته النار وهي أشد النقمات.
(والتقوى عدته) لأنها تنفع صاحبها في أرشد الأوقات وأعظمها وهو القيامة كما أن العدة من المال تنفع صاحبها في وقت الحاجة.
(والمحسنون فرسانه) استعار لفظ الفرسان لأرباب الإحسان، وعلماء الدين وهم فرسان الإحسان والعلوم لملاحظة تشبيه الإحسان والعلوم بالفرس الجواد.
(فبالايمان يستدل على الصالحات) لدلالة المجمل على المفصل إذ يدخل في الايمان التصديق بما جاء به النبي اجمالا ومنه الاخلاق الفاضلة والاعمال الصالحة كالعبادات والخمس ونحوها وأيضا الإيمان منهج الإسلام وطريقة الواضح ولابد للطريق من زاد يناسبه وزاد طريق الاسلام هو الاخلاق والاعمال الصالحة، وهو يقتضيها ويطلبها فيدل الإيمان عليها كدلالة السبب على المسبب، وما وقع في بعض الروايات من أن الاعمال تدل على الإيمان فهو باعتبار أن الأثر يدل على المؤثر، والمسبب على السبب.
(وبالصالحات يعمر الفقه) ولما شبه آنفا الفقه بالمصباح في الهداية إلى المطلوب وكان تعمير