شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٦١
قنياتها والشوق إلى لذاتها وراحتها النفسانية والبدنية، ومن ثم يكون الفقر والبلاء عند الزهاد أحسن من الفراق والغناء.
(ومن راقب الموت سارع إلى الخيرات) حذرا من أن يموت قبل أن يدركها، ولعلمه بأنها سبب للحياة الأبدية التي هي الحياة الحقيقية فيستعد لها بالتبادر إلى الأعمال الصالحة، ولما فرغ من شعب الصبر وبيان فوائدها أشار إلى شعب اليقين فوائدها بقوله:
(واليقين على أربع شعب تبصرة الفطنة) الفطنة جودة الذهن وتهيؤه لا دراك الأشياء وأحوالها كما هي، والإضافة من باب إضافة المصدر إلى مفعوله، والمراد برؤيتها التوجه إليها. والتأمل فيها وفي مقتضاها من العلوم والمعارف، وجعلها فاعلا للمصدر وإرادة رؤيتها للأشياء وإن كان محتملا في نفسه لكن ينافي قوله فمن أبصر الفطنة.
(وتأول الحكمة) التأول بمعنى التأويل وهو تفسير ما يؤول إليه الشيء، والحكمة العلم الذي يمنع الإنسان من القبيح مطلقا، والمراد بتأولها الوصول إلى غورها ليعرف الأولين فإنهم عبرة لأولى الأبصار ومحل لاعتبار ما كانوا فيه من نعيم الدنيا ولذاتها، والمباهاة بكثرة أسبابها وزهراتها ثم مفارقتهم لذلك كله بالموت وبقاء الحسرة والندامة لهم حجبا حائلة بينهم وبين الوصول إلى حضرة جلال الله.
(وسنة الأولين) أي ومعرفة سنتهم وطريقتهم من خير يوجب النجاة وشر يوجب الهلاك، ثم أشار إلى فوائد هذه الشعب والترتيب بينهما بقوله:
(فمن أبصر الفطنة) ونظر إلى وجه مقتضاها (عرف الحكمة ومن تأول الحكمة) وبلغ غورها ( عرف العبرة) بأحواله وأحوال الماضين. (ومن عرف العبرة عرف السنة) أي سنة الأولين وطرزهم وطريقتهم.
(ومن عرف السنة فكأنما كان من الأولين) في حياتهم فيرى أعمالهم وما يتعقبها من العقوبات الدنيوية، أو بعد موتهم فيرى حسراتهم وعقوباتهم الاخروية (واهتدى بذلك إلى) الطريقة (التي هي أقوم) الطرايق وأفضلها.
(ونظر إلى من نجى بما نجى) من الأعمال الصالحة والاخلاق المرضية. (ومن هلك بما هلك) من الأعمال الباطلة والاخلاق الفاسدة. (وإنما أهلك الله من أهلك) من الأمم السابقة وغيرهم (بمعصية). (وأنجى من أنجى بطاعته) يظهر كل ذلك لمن نظر من الآيات والروايات، وفيه ترغيب في الطاعة وزجر عن المعصية. (والعدل على أربع شعب) أوليها (غامض الفهم وغمر العلم) الإضافية فيها إضافة الصفة إلى الموصوف أي الفهم الغامض الذي ينفذ في بواطن الأشياء
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428