بها قلوب العارفين كالعبادات الخمس ونحوها، وكونه مشرقة ظاهر، وقد يقرئ بالفاء. وكونها مشرفة عالية على غيرها من العبادات أيضا ظاهر.
(ذاكى المصباح) الذاكى المتوقد المستنير يقال ذكت النار إذا اشتد لهبها واستنار، والمصباح چراغ، والجمع مصابيح استعاره للفقه والمعارف الإسلامية ورشحه بالذكاء ووصفه بالذكاء والاستعارة اما لأنه في نفسه نور إلهي مستنير وإطلاق النور على العلم شايع أو لظهوره من الأدلة الإسلامية وهي الكتاب والسنة بل يكون أن يراد به نفس هذه الأدلة: وقيل أريد به علماء الإسلام وكنى بالذكاء عن صفاء عقولهم، أو من ظهور العلم واقتداء الخاق بهم.
(رفيع الغاية) كما جعل للإسلام مصباحا وللمصباح ذكاء كذلك جعل له غاية وللغاية رفعة ولعل المراد بغايته الوصول إلى الجنة، رفعته ظاهرة إذ لا غاية أرفع منه منزلة وأعلى منه مرتبة، أو المراد الموت المعروف أو موت الشهوات وكون كل واحد رفيعا لكونه سببا للوصول المذكور والتقرب بالحق. (يسير المضمار) المضمار الميدان ومضمار الإسلام الدنيا وهي يسير قليل يسهل السبق فيها إلى الله تعالى، وفي بعض النسخ «بشير» وبالشين المعجمة فكأنها تبشر للسابق بما عند الله تعالى. (جامع الحلبة) الحلبة وزان سجدة وضربة خيل يجمع من كل أوب للسابق ولا يخرج من وجه واحد يقال جاءت الفرس في آخر الحلبة أي آخر الخيل وهي بمعنى الحليبة، ولهذا تجمع على حلايب، وقد شبه المسلمين بالحلبة واستعار لهم لفظها حيث اجتمعوا في الإسلام للسباق إلى طاعة الرب وقد شاع إطلاقها على محلها تجوزا، وهذا الإطلاق هو الاولى بالإرادة هنا بالنظر إلى ما سيأتي ومحلها هنا هو القيامة لأنها محل لاجماعهم فيها للسباق إلى حضرة الله التي هي بالجنة كاجتماع الخيل في الحلبة للسباق إلى السبق وهو الرهن.
(سريع السبقة) سبقتها الجنة وسرعتها ظاهرة لأن مضمارها وهي الدنيا التي هي مدة العمر في زمان التكليف يسير.
(أليم النقمة) أليم درد رساننده بمعنى المولم ونقمته النار وايلامها ظاهر.
(كامل العدة) العدة بالضم والشد ما اعداته وهيأته من مال أو سلاح أو غير ذلك مما ينفعك يوما ما، والمراد هنا التقوى والورع وكمالهما ظاهر.
(كريم الفرسان) المراد بالفرسان أهل الإحسان وعلماء الإسلام، وكونهم وكرماء وشرفاء ظاهر باعتبار اقتباس الأنوار منهم وهدايتهم للضعفاء.
(فالإيمان منهاجه) لما جعل سابقا للإسلام منهاجا أي طريقا واضحا يوصل إلى الرحمن عينه هنا بأنه الإيمان، فهذا ناظر إلى قوله أبلج المنهاج. وقس عليه ما بعده.