شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٥٦
بها قلوب العارفين كالعبادات الخمس ونحوها، وكونه مشرقة ظاهر، وقد يقرئ بالفاء. وكونها مشرفة عالية على غيرها من العبادات أيضا ظاهر.
(ذاكى المصباح) الذاكى المتوقد المستنير يقال ذكت النار إذا اشتد لهبها واستنار، والمصباح چراغ، والجمع مصابيح استعاره للفقه والمعارف الإسلامية ورشحه بالذكاء ووصفه بالذكاء والاستعارة اما لأنه في نفسه نور إلهي مستنير وإطلاق النور على العلم شايع أو لظهوره من الأدلة الإسلامية وهي الكتاب والسنة بل يكون أن يراد به نفس هذه الأدلة: وقيل أريد به علماء الإسلام وكنى بالذكاء عن صفاء عقولهم، أو من ظهور العلم واقتداء الخاق بهم.
(رفيع الغاية) كما جعل للإسلام مصباحا وللمصباح ذكاء كذلك جعل له غاية وللغاية رفعة ولعل المراد بغايته الوصول إلى الجنة، رفعته ظاهرة إذ لا غاية أرفع منه منزلة وأعلى منه مرتبة، أو المراد الموت المعروف أو موت الشهوات وكون كل واحد رفيعا لكونه سببا للوصول المذكور والتقرب بالحق. (يسير المضمار) المضمار الميدان ومضمار الإسلام الدنيا وهي يسير قليل يسهل السبق فيها إلى الله تعالى، وفي بعض النسخ «بشير» وبالشين المعجمة فكأنها تبشر للسابق بما عند الله تعالى. (جامع الحلبة) الحلبة وزان سجدة وضربة خيل يجمع من كل أوب للسابق ولا يخرج من وجه واحد يقال جاءت الفرس في آخر الحلبة أي آخر الخيل وهي بمعنى الحليبة، ولهذا تجمع على حلايب، وقد شبه المسلمين بالحلبة واستعار لهم لفظها حيث اجتمعوا في الإسلام للسباق إلى طاعة الرب وقد شاع إطلاقها على محلها تجوزا، وهذا الإطلاق هو الاولى بالإرادة هنا بالنظر إلى ما سيأتي ومحلها هنا هو القيامة لأنها محل لاجماعهم فيها للسباق إلى حضرة الله التي هي بالجنة كاجتماع الخيل في الحلبة للسباق إلى السبق وهو الرهن.
(سريع السبقة) سبقتها الجنة وسرعتها ظاهرة لأن مضمارها وهي الدنيا التي هي مدة العمر في زمان التكليف يسير.
(أليم النقمة) أليم درد رساننده بمعنى المولم ونقمته النار وايلامها ظاهر.
(كامل العدة) العدة بالضم والشد ما اعداته وهيأته من مال أو سلاح أو غير ذلك مما ينفعك يوما ما، والمراد هنا التقوى والورع وكمالهما ظاهر.
(كريم الفرسان) المراد بالفرسان أهل الإحسان وعلماء الإسلام، وكونهم وكرماء وشرفاء ظاهر باعتبار اقتباس الأنوار منهم وهدايتهم للضعفاء.
(فالإيمان منهاجه) لما جعل سابقا للإسلام منهاجا أي طريقا واضحا يوصل إلى الرحمن عينه هنا بأنه الإيمان، فهذا ناظر إلى قوله أبلج المنهاج. وقس عليه ما بعده.
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428