الإسلام ومتابعته. فالمراد باللباس هنا لباس الظاهر وهو لباس التقوى وفي السابق لباس الباطن المحيط بالنفس الناطقة الحاصل بالتدبر والتفكر في معارف الإسلام وأسراره والله أعلم.
(وظهيرا لمن رشد) ظهير يارى كننده وهم پشت، ورشد راه راست يافتن، وانما كان الإسلام ظهيرا لمن رشد وسلك طريقا مستقيما وهو طريق الحق قواعده ترشد اليه، وقوانينه تدل عليه، فهو يعينه ويمده إلى أن يبلغ إلى الغاية ويصل النهاية.
(وكهفا لمن آمن) كهف غارى كه دركوه باشد، وپناهي كه دفع كند از شخص حوادث را. يعني من آمن بالله ورسوله واليوم الاخر فقد دخل في الإسلام الذي بمنزلة الكهف في دفع الضر عنه إذ كل ضرر يعود إلى أحد فإنما يعود اليه بمخالفة قانون من قوانين وخروجه منه. (وأمنة لمن أسلم) أمنة أيمن داشتن وبى ترس شدن. يعني من أسلم الله ودخل في الإسلام كان آمنا من غيره فالإسلام سبب لأمنه، فاطلاق الامنة على الإسلام للمبالغة في السببية. (ورجاء لمن صدق) يعني من صدق النبي والعترة النبوية دخل في الإسلام، والإسلام سبب لرجائه المثوبات الدنيوية والأخروية.
(وغني لمن قنع) غنى آسوده داشتن وفائده دادن وبس كردن وقناعت باندك جيزي اكتفا كردن. ولعل المراد أن من قنع بالقليل من المال واكتفى بالكفاف من الرزق فالإسلام غنى له أما لأن التمسك بقواعده والاعتماد بقوانينه يوجب وصول ذلك القدر إليه كما قال عز وجل (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب» أو لأنه يحثه على القيام بها ويفيده الثبوت عليها لاشتماله على فوائد القناعة ومضار عدمها والله أعلم.
(فلذلك الحق سبيله الهدى) هدى راه نمودن وبيان كردن وراه راست. «والفاء» للتفريع، وذلك للتنبيه على علو المنزلة يعني ذلك الحق الثابت الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه وهو الإسلام، سبيله إراءة الطريق الموصولة إلى المطلوب، أو سبيله السبيل المستقيم الموصل إليه، أو سبيله بيان ما يحتاج إليه الإنسان.
(ومأثرته المجد) المأثره - بالسكون بعد الفتح قبل الضم - المكرمة واحدة المآثر وهي المكارم من الأثر وهو النقل والرواية لأنها تنقل وتروي والمجد الكرم والشرف، ورجل ماجد أي كريم شريف، ولعل المقصود إن مكارمه عن عين الشرف لأهله أو متقضية له.
(وصفته الحسنى) أي الخصلة الحسني مثل الدعوة إلى الخير ونحوها.
(فهو أبلج المنهاج) الأبلج الواضح من بلج الحق إذا وضح وظهر، ومنهاج الإسلام طريقة التي يصدق على من سلكها أنه مسلم وهي الإقرار بالله ورسوله والتصديق بما جاء به الرسول ووضوحها ظاهر. (مشرق المنار) الإشراق بالقاف الإضاءة، والمنار الأعمال الصالحة التي يتنور