شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٢٤
المسبوق يستلزم لحوق المسبوق به أو تقدمه عليه بالاعتبارين كما أشرنا إليه أشار هنا إلى نفي التالي فيهما باثبات نقيض الشرط بحكم الله تعالى إذ نقيضه وهو ثبوت الفضل للسابق يستلزم عدم اللحوق والتقدم وهو ظاهر.
قوله: (لأنا نجد من المؤمنين) كأنه بيان للشرطية الثانية وتوجيه لمضمونها وحاصله أنا نجد من آخر هذه الأمة من هو أكثر عملا وعبادة من أولها فلو لم يكن للسابق إلى الإيمان والتصديق وأعلا درجاتها المبتنية على اليقين والرضا والعلم والحكم وتخلية النفس عنم الرذائل وتحليتها بالفضائل فضل على المسبوق لكان المسبوق بسبب كثرة العمل واتصافه بها مقدما، ولكن هذا باطل، لأن الله عز وجل أبي أن يدرك آخر درجات الإيمان أولها ويلحق صاحب الآخر بصاحب الأول وكذا أبي أن يقدم في درجات الإيمان من أخر الله أو يؤخر فيها من قدم الله بل كل في درجته لا يقدم ولا يؤخر فقوله «ولكن أبي الله» إشارة إلى بطلان التالي تأكيدا لما مر، وفيه سر لا يخفى وهو أنه إذا كان اللاحق في الإيمان مع كثرة العمل غير لاحق بالسابق إليه ولا مقدم عليه مع قلة عمله كان تقديم الغاصب الأول المنتحل لأسم الخلافة مع تأخره في الإيمان على تقدير تسلم إيمانه، ومع قلة عمله على العالم الرباني والمؤمن الوحداني علي بن أبي طالب (عليه السلام) مع تقدمه إلى الإيمان وسبقه إلى أعلى مراتبه وكثرة عمله باتفاق الخاصة والعامة باطلا بالضرورة.
قوله: (قلت أخبرني عما ندب الله عز وجل) لما دل كلامه (عليه السلام) سابقا على أنه تعالى طلب منهم الاستباق إلى الإيمان ودعاهم إليه سأله الزبيري عن موضع من القرآن يدل عليه.
قوله: (سابقوا إلى مغفرة) أي سارعوا مسارعة السابقين في المضمار إلى سبب مغفرة من ربكم من الأعمال الصالحة الموافقة لمقتضى النواميس الإلهية والكمالات النفسانية، وأعظم تلك الأعمال هو الإيمان الكامل البالغ إلى النهاية المتوقف على جميع الكمالات النفسانية.
قوله: (وجنة عرضها كعرض السماء والأرض) قال الفاضل الأردبيلي كنى بالعرض عن مطلق المقدار وهو متعارف ونقل على ذلك الأشعار في مجمع البيان وأنه لما علم أن عرضه الذي هو أقل من الطول عرفا في غير المتساوي علم أن طوله أيضا يكون أما أكثر أو مثله، وقال القاضي ذكر العرض للمبالغة في وصفها بالسعة على طريق التمثيل لأنه دون الطول وعن ابن عباس أنها كسبع سماوات وسبع أرضين ولو وصل بعضها وظاهر الآية وجب المسارعة أو رجحانها إلى الطاعة الموجبة للدخول في الجوة وأعظمها الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر والترقي إلى مقاماته العالية.
قوله: (أعدت للذين آمنوا بالله ورسوله) ظاهر هذا الآية وغيرها من الآيات والروايات أن
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428