شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٢٧
منزلته ودرجته فدرجة الفاضل أرفع من درجة غير ودرجة الأفضل أعلى من درجة المفضول، ودرجة السابق إلى الإيمان أشرف وأرفع من درجة المسبوق وقد رد الله عز شأنه بهذه الآية وأمثالها على من علم أنه سيزعم جواز تفضيل المفضول على الأفضل بل الجاهل على الفاضل، ومن زعم أن الأفضلية باعتبار الزيادة في الثواب واعلاء الدرجة في الآخرة لا باعتبار السبق والكمال في الإيمان والزيادة في العمل لله تعالى ولم يدر أن الزيادة في الثواب والدرجة إنما هي بالاعتبار المذكورة، والا لزم الكذب بالوعد والوعيد وبطلان الكتاب والشريعة نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
قوله: (وقال الذين آمنوا وهاجروا) أي قال الذين آمنوا بالله ورسوله واليوم الاخر ايمانا لا يشوبه شك وهاجروا إلى الرسول وفارقوا الأوطان وتركوا الأقارب والجيران وطلبوا مرضات الله وجاهدوا في سبيل الله بصرف أموالهم ورفع أنفسهم إلى الله ودفع هواها أعظم درجة عند الله ممن لم يتصف بالصفات المذكورة لإزالة طمعهم عن الحياة الدنيوية، وبذل أرواحهم القدسية طلبا للحياة الأخروية، وصرف همتهم العالية لاعلاء كلمة الحق وتقوية الدين، فلذلك صاروا أعظم درجة عند رب العالمين، والله لا يضيع اجر المحسنين ومن هذا يظهر أن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أعظم درجة من جميع الصحابة لأنه آمن وهاجر وجاهد حين فشلوا وفروا كما يهر بالنظر في حاله وحالهم في حرب حنين وأحد وخيبر وغيرها من الحروب.
قوله: (وقال فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة) أجرا مفعول ثان لفضل باعتبار تضمنه معنى الاعطاء كأنه قيل وأعطاهم زيادة على القاعدين أجرا عظيما، وكل واحدة من درجات منه ومغفرة ورحمة بدل من أجرا، ويجوز أن تكون منصوبا على المصدر لأن فضل بمعنى آجر كأنه قيل: وآجرهم زيادة على القاعدين أجرا عظيما، والبدل بحاله، ويجوز أيضا أن ينتصب درجات بنزع الخافض أي بدرجات، أو على المصدر لأنها تدل على التفضيل فكأنه قيل: فضلهم تفضيلات كقولك ضربته أسواطا أي ضربات الأسواط تدل على الضربات وحينئذ ينتصب أجرا على أنه حال عنها تقدمت عليها لأنها نكرة، ومغفرة ورحمة على المصدر باضمار فعلهما أي فنغر لهم مغفرة ورحمهم رحمة، كذا ذكره المفسرون. وههنا شيئان لا بأس أن نشير اليهما:
الأول أن النيشابوري قال في تفسيره: استدلت الشيعة ههنا بأن عليا (عليه السلام) أفضل من غيره من الصحابة لأنه بالنسبة إليهم مجاهدوهم بالإضافة اليه قاعدون لما اشتهر من وقايعه واقدامه وشجاعته وحمايته، وأجاب أهل السنة بأن جهاد أبي بكر بالدعوة إلى الدين وهو الجاهد الأكبر
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428